اقترب العالم خطوة أخرى نحو حافة الهاوية، وفقًا لتحذير أطلقته مجموعة علمية متخصصة يوم الثلاثاء، إذ أعلنت عن تقديم “ساعة القيامة” إلى 89 ثانية قبل منتصف الليل، وهو التوقيت الأقرب على الإطلاق منذ إنشائها.
ويعكس هذا القرار تصاعد المخاطر الوجودية التي تهدد البشرية، من تغير المناخ وانتشار الأسلحة النووية إلى الأوبئة وتطور الذكاء الاصطناعي في العمليات العسكرية.
وقد أكدت نشرة علماء الذرة في إعلانها السنوي، أن هذا التحديث يعكس حالة غير مسبوقة من عدم الاستقرار العالمي، حيث تتفاقم التهديدات البيئية والسياسية والتكنولوجية بوتيرة متسارعة.
ومع استمرار تزايد التوترات الدولية، أصبح المستقبل أكثر غموضًا، ما دفع الخبراء إلى اتخاذ هذه الخطوة التحذيرية.
ومن بين المخاوف الكبرى التي دفعت إلى هذا التعديل، يبرز التعاون المتزايد بين دول مثل كوريا الشمالية وروسيا والصين في تطوير البرامج النووية.
كما أن تصريحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حول إمكانية استخدام الأسلحة النووية في حربه ضد أوكرانيا زادت من المخاوف بشأن اقتراب العالم من كارثة لا رجعة فيها.
وبات الخطاب المتصاعد حول إمكانية استخدام السلاح النووي أمرًا مثيرًا للقلق، وفقًا لما صرح به دانيال هولتز، رئيس مجلس العلوم والأمن في النشرة، الذي أشار إلى أن الشعور المتنامي بوجود دولة قد تلجأ إلى هذا الخيار المدمر يعد تطورًا “مرعبًا” يهدد البشرية جمعاء.
بالعودة للتاريخ، بدأت فكرة ساعة القيامة عام 1947 كرمز بصري يعكس مدى اقتراب البشرية من الدمار الشامل.
ومنذ نهاية الحرب الباردة، شهدت الساعة تغيرات عديدة، إذ وصلت إلى 17 دقيقة قبل منتصف الليل في إحدى الفترات. لكن مع تسارع وتيرة التحديات العالمية، لم تعد الحسابات تُجرى بالدقائق فقط، بل باتت تُحسب بالثواني، في إشارة إلى مدى اقتراب الخطر.
وفي ظل هذه التهديدات، لم يعد الأمر يقتصر على الأسلحة النووية فحسب، بل يشمل أيضًا تأثيرات التغير المناخي والكوارث البيئية التي تتفاقم عامًا بعد عام. من الأعاصير المدمرة إلى ارتفاع درجات الحرارة القياسية، تسير البشرية في سباق محموم ضد الزمن لتفادي انهيار بيئي قد يكون حتميًا.
على الصعيد التكنولوجي، يثير تسخير الذكاء الاصطناعي في المجالات العسكرية مخاوف متزايدة، حيث يمكن أن يؤدي الاستخدام غير المنضبط لهذه التقنيات إلى نشوب نزاعات لا يمكن السيطرة عليها، مما يعمّق المخاطر الأمنية على نطاق واسع.
لكن وسط هذه الصورة القاتمة، ترى النشرة أن هناك إمكانية لتغيير مسار الأمور. فالعمل المشترك بين قادة العالم ووضع استراتيجيات فعالة لمواجهة هذه التهديدات يمكن أن يسهم في إبعاد عقارب الساعة عن منتصف الليل، ويمنح البشرية فرصة جديدة للنجاة.