في الوقت الذي تستعد فيه شركة آبل لإزاحة الستار عن هواتف iPhone 17 خلال مؤتمرها العالمي المنتظر في 9 سبتمبر 2025، عاد مقطع قديم لمؤسسها الراحل ستيف جوبز إلى التداول، ليذكّر العالم مجدداً بجوهر فلسفته في الابتكار.
المقابلة، التي تعود إلى تسعينيات القرن الماضي، أبرزت كيف كان جوبز يرى أن الإبداع يبدأ من الجرأة على التفكير خارج المألوف. بالنسبة له، لم يكن التحليل وحده كافياً، بل كان يعتقد أن الجمع بين الحدس والقدرة على ربط أفكار متباعدة هو ما يصنع الفرق. هذه القناعة ألهمت حملة “Think Different” عام 1997، التي احتفت بأسماء غيرت التاريخ مثل بيكاسو وآينشتاين وغاندي.
لكن جوبز لم يكتفِ بالحديث عن الخيال، إذ كان يؤكد أن التنفيذ أدق من الفكرة. كان يولي أهمية بالغة للتفاصيل، حتى طريقة تغليف المنتج لم تكن تفصيلًا ثانوياً بالنسبة له، بل جزءاً من التجربة الكاملة. لذلك، زرع داخل آبل ثقافة عمل قائمة على التجربة المتكررة والتطوير المستمر حتى الوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة.
ومن أبرز مبادئه الشهيرة أن البساطة أصعب من التعقيد، لكنها السبيل لخلق منتجات استثنائية. هذه الرؤية انعكست على أجهزة آبل التي عُرفت بواجهات سهلة وواضحة، جعلتها في متناول الجميع، بعيداً عن التعقيد الذي يربك المستخدم العادي.
كما كان جوبز يرى أن التكنولوجيا لا تنفصل عن التجربة الإنسانية، بل هي جزء من لوحة أكبر تضم الفن والعلوم معاً. وفي خطابه بجامعة ستانفورد عام 2005، دعا الشباب إلى اتباع شغفهم، وعدم الخوف من التجارب أو المخاطرة المدروسة، باعتبارها الطريق نحو الإبداع الحقيقي.
اليوم، ومع ترقب الملايين لمؤتمر آبل المرتقب الذي يحمل عنوان “Awe Dropping”، يبقى إرث ستيف جوبز حاضراً بقوة، ليس فقط في منتجات الشركة، بل في فلسفة الابتكار التي ما زالت تلهم جيلاً كاملاً من رواد التكنولوجيا حول العالم.