كشفت دراسة نُشرت في مجلة Scientific Reports عن التأثير العميق لأحاديث النفس، سواء كانت قائمة على الاحترام الذاتي أو الانتقاد الذاتي، على الدماغ ووظائفه المعرفية.
وقد استعان الباحثون بتقنية التصوير بالرنين المغناطيسي (fMRI) لمراقبة كيفية تأثير هذه الحوارات الداخلية على الاتصال بين شبكات الدماغ المرتبطة بالتحفيز والانتباه والوظائف التنفيذية.
اللافت في نتائج الدراسة هو المفارقة؛ إذ أظهرت أن الانتقاد الذاتي، رغم سمعته السلبية، قد يعزز القدرة على حل المشكلات من خلال تقليل الثقة الزائدة وتحفيز الدافع الداخلي. في المقابل، فإن احترام الذات عزز الشبكات التنفيذية في الدماغ، لكنه حمل خطر تضخيم الثقة بالنفس بشكل قد يؤثر سلبًا على الدقة.
وتوضح هذه النتائج كيف أن تغييرات بسيطة في الطريقة التي نحدث بها أنفسنا يمكن أن تعيد تشكيل تواصل الدماغ الداخلي، مؤثرة في توازن التركيز والدافع والأداء المعرفي.
الرسالة الأساسية هنا هي أن صوتك الداخلي ليس مجرد انعكاس لحالتك النفسية، بل هو قوة فعّالة تُسهم في تشكيل أداء الدماغ. وعند توجيهه بوعي، يمكن أن يصبح أداة لتحسين التفكير والتركيز والسلوك التكيفي.