عندما وُلد الأمير أندرو في 19 فبراير/ شباط 1960، كان الثاني في ترتيب وراثة العرش البريطاني بعد شقيقه الأكبر الأمير تشارلز الذي أصبح الملك تشارلز الثالث. مُنح أندرو لقب دوق يورك وهو اللقب التقليدي الذي يُعطى لابن الملك الثاني. وبعد تورط الأمير أندرو بفضائح أبرزها فضيحة جيفري إبستين وبعد إستشارة عدد من كبار أفراد العائلة المالكة تخلى الأمير أندرو عن ألقابه الملكية وأزيلت الراية التي تحمل إسمه من قلعة وندسور وهي خطوة يتم اللجوء إليها عندما يتعلق الأمر بالخيانة.
علاقة الأمير أندرو بـ جيفري إبستين
في أواخر التسعينات تطورت علاقة الصداقة بين الأمير أندرو ورجل الاعمال والميلياردير الاميركي جيفري إبستين و الناشطة الاجتماعية البريطانية غيسلين ماكسويل. وقد إستقبلهما في مقر إقامة الملكة إليزابيث الثانية في إسكتلندا. وفي يونيو 2000، حضر إبستين وماكسويل حفلة في قلعة وندسور .
عام 2001 إدعت فيرجينيا جيوفري أنها التقت بالأمير أندرو للمرة الأولى في نادي ترامب في لندن. وفقًا لدعواها القضائية في عام 2019، أفادت أن أندرو مارس الجنس معها في منزل ماكسويل وفي شقة إبستين في نيويورك وفي جزيرة إبستين الخاصة في الكاريبي. كانت تبلغ من العمر 17 عامًا في ذلك الوقت، أي قاصر بموجب القانون الأميركي.
في أكتوبر 2025 نشرت صحيفة Mail on Sunday بريدًا إلكترونيًا جديدًا يعود لعام 2011 يظهر أن أندرو استمر في التواصل مع إبستين، متناقضًا مع ادعاءاته السابقة بإنهاء الصداقة عام 2010. وجاء في النص في البريد: “نحن معًا في هذا الأمر”.
سجن إبستين
إتهم إبستين من قبل مدعي فلوريدا بـ التحريض على الدعارة، بما في ذلك مع قاصرات. إعترف بالذنب وحصل على صفقة اعتراف مثيرة للجدل، وحُكم عليه بالسجن لمدة 18 شهرًا.
عام 2015 نفى قصر باكنغهام أي اقتراح بأن الامير أندرو تورط بسوء تصرف مع قاصرات، بعد أن ورد اسمه في أوراق قضائية أميركية مرتبطة بقضية إبستين القانونية.
عام 2016: ورد إسم الأمير أندرو مجددًا في دعوى تشهير رفعتها ڤيرجينيا جيوفري ضد غيسلين ماكسويل، حيث إدعت ڤيرجينيا جيوفري أنها تلقت مبلغ 15,000دولار لقاء ممارسة الجنس مع الأمير. كانت هذه الوثائق القضائية مختومة حتى عام 2019، مما أبقى المزاعم سرية لعدة سنوات.
في نوفمبر 2019 نفى الأمير أندرو خلال مقابلة مع برنامج BBC Newsnigh ممارسة الجنس مع ڤيرجينيا جيوفري وبرر الأمر إنه كان موجوداً في بيتزا إكسبريس مع ابنته في ذلك اليوم. كذلك نفى الأمير وصف ڤيرجينيا جيوفري بأنه كان يتعرق أثناء الرقص، مدعيًا أنه لا يتعرق منذ خدمته في حرب الفوكلاند.
في آب/أغسطس 2021 رفعت ڤيرجينيا جيوفري دعوى مدنية ضد الأمير أندرو في الولايات المتحدة، متهمة إياه بأنه أجبرها على ممارسة الجنس في أوائل 2000.
في أوائل 2022 جُرّد الأمير أندرو من الارتباطات العسكرية والرعايات الملكية ومن استخدام لقب صاحب السمو الملكي (HRH).
وفي شباط/فبراير 2022 تم تسوية قضية الأمير أندرو المدنية مع فيرجينيا جيوفري خارج المحكمة من خلال دفع 12 مليون جنيه من دون اعتذار أو اعتراف بالمسؤولية.
قرار التخلي عن اللقب
اضطر الأمير أندرو إلى التخلي عن استخدام ألقابه الملكية المتبقية بعد أن أثبتت التطورات الأخيرة علاقته بالمجرم المدان بالاعتداء الجنسي جيفري إبستين والفضائح تجاوزت الحد بالنسبة لشقيقه، الملك تشارلز الثالث.
وأعلن الأمير أندرو، البالغ من العمر 65 عامًا، عن قراره يوم الجمعة في 17 تشرين الأول/ اكتوبر 2025، عبر بيان صدر عن قصر باكنغهام جاء فيه: «بموافقة جلالة الملك، أشعر أنه يجب أن أُقوم بخطوة إضافية لن أستخدم بعد الآن لقبي أو الأوسمة التي مُنحت لي. وكما قلت سابقًا، أنفي بشدة الاتهامات الموجهة إليّ وبعد مناقشات مع جلالة الملك ومع عائلتي المباشرة والموسعة، توصّلنا إلى أن الاتهامات المستمرة ضدي تُشتّت الانتباه عن عمل جلالته وعن مهام العائلة المالكة».
حتى اليوم، الأمير أندرو هو الثامن في ترتيب الوراثة للعرش، مما يجعله أول شخص في خط الخلافة لا ينحدر مباشرة من الملك تشارلز الثالث. تخلى الأمير أندرو رسميًا عن لقبه كدوق يورك، وهو اللقب الذي مُنح له يوم زفافه عام 1986. ومع ذلك، سيبقى أميرًا بصفته نجل الملكة الراحلة إليزابيث الثانية.
الخيانة العظمى
كانت راية الأمير أندرو معروضة سابقًا الى جانب راية الأمير وليام داخل كنيسة سانت جورج. وقد رُفعت لأول مرة عام 2006، بعد أن تم تعيين الأمير أندرو فارسًا في وسام الرباط، وهو وسام فروسية تأسس في القرن الرابع عشر. ولم يُسحب منه الوسام رسميًا، لكنه وافق على التخلي عنه. وعادةً ما يتم إزالة الرايات فقط في حالات الخيانة العظمى أو التمرد ضد التاج أو الذين فقدوا شرفهم الملكي، وفقًا لصحيفة The Sun.
إنعكاسات القرار
منع الملك تشارلز الثالث كلًا من أندرو وزوجته سارة فيرغسون من المشاركة في احتفالات عيد الميلاد الملكية للعام الثاني على التوالي. وقال مصدر مقرّب من الملك لصحيفة صنداي تايمز: “لا يمكنك طرد شخص من كونه شقيقك، لكن هذا العام، إذا تصرف الدوق والدوقة بنفس القدر من الاحترام كما فعلا العام الماضي، فسيكون ذلك الأفضل للجميع، وسيتجنب الملك اتخاذ قرارات محرجة إضافية.”
فضائح أخرى
فيما يلي بعض الفضائح التي شوهت سمعة الابن الثاني للملكة الراحلة إليزابيث الثانية:
عام 1984 رشّ الأمير أندرو الصحفيين والمصورين بالطلاء أثناء جولة في مشروع بناء في حي واتس بلوس أنجلوس. وقال أندرو: “لقد استمتعت بذلك”، بينما كان يمسح يديه على قطعة من الصحف.
-2007 باع الأمير أندرو منزله في سنينغهيل بارك بالقرب من قلعة وندسور. وأفادت التقارير بأن المشتري دفع 20% أكثر من سعر الطلب الذي كان 15 مليون جنيه إسترليني. وأُفيد أن المشتري هو تيمور كوليبايف، صهر نورسلطان نزارباييف، الرئيس حينها لكازاخستان. وأثار ذلك مخاوف في المملكة المتحدة من أن الزيادة في السعر قد تكون محاولة لشراء نفوذ لدى العائلة الملكية البريطانية.
-2010 قام صحفي متخفٍ متظاهرًا بأنه عربي ثري بتصوير زوجة أندرو السابقة، سارة فيرغسون، وهي تعرض على ما يبدو بيع إمكانية الوصول إلى الأمير مقابل 500,000 جنيه إسترليني.
-2011: اضطر الأمير أندرو إلى الاستقالة من منصبه كمبعوث تجاري خاص لبريطانيا بعد التقارير الأولى عن علاقاته بإبستين.
2019: تم اعتقال إبستين للمرة الثانية بتهم تتعلق بالاتجار بالجنـ ـس، ولاحقًا ينتحر في زنزانة بسجن نيويورك. ركزت الأخبار اهتمام الجمهور على مزاعم بأن الأمير أندرو مارس الجنـ ـس مع فتاة قاصر واحدة على الأقل تم تهريبها بواسطة إبستين. لكن الأمير أندرو نفى الخبر.
16 تشرين الثاني/نوفمبر 2019: حاول الأمير أندرو التخفيف من سيل الانتقادات بالموافقة على مقابلة على الهواء مع مراسلة بي بي سي، إميلي مايتليس. لكن المقابلة أدت إلى نتائج عكسية، إذ دافع أندرو عن علاقته بجيفري إبستين، وفشل في إظهار التعاطف مع ضحاياه، وقدم تفسيرات لسلوكه اعتبرها الكثيرون صعبة التصديق. وقال الأمير أندرو إنه قطع الاتصال مع إبستين في كانون الاول/ديسمبر 2010.
20 تشرين الثاني/نوفمبر 2020: أعلن قصر باكنغهام أن أندرو سيعلق جميع واجباته الملكية “لأجل غير مسمى”. وبعد أربعة أيام، تم تجريده من دوره كراعٍ لـ230 جمعية خيرية.
2022: وافق أندرو على تسوية دعوى مدنية في نيويورك قدمتها فيرجينيا جيوفري، التي زعمت أنها أُجبرت على ممارسة الجنس مع أندرو عندما كانت تبلغ 17 عامًا. وعلى الرغم من أن أندرو لم يعترف بأي من مزاعم جيفري، إلا أنه أقر بأنها كانت ضحية لإساءة جنسية. ويقدر الخبراء القانونيون أن التسوية التي لم يُعلن عنها كلفت أندرو ما يصل إلى 10 ملايين دولار.
2024: كشفت وثائق محكمة عن صلات أندرو بجاسوس صيني مشتبه به. وقد تم حظر هذا رجل الأعمال والجاسوس المشتبه به من المملكة المتحدة بسبب مخاوف من أنه يشكل تهديدًا للأمن القومي. وكان المسؤولون الأمنيون قلقين من احتمال استغلاله نفوذه على أندرو.
سبب عدم إلغاء الملك لقب أمير
القيود الدستورية
في المملكة المتحدة، لا تُمنح الألقاب الملكية أو تُسحب بشكل عشوائي. لقب “الأمير” هو جزء من الأسلوب الملكي، ويتم منحه وفق القانون والعرف. إلغاؤه تمامًا أمر معقد وقد يتطلب تشريعًا من البرلمان، وليس مجرد قرار ملكي. هذا التعقيد القانوني يجعل اتخاذ إجراء فوري صعبًا.
الاعتبارات العائلية والدبلوماسية
على الملك تشارلز الموازنة بين الرأي العام واستقرار الملكية. سحب لقب من أحد أفراد العائلة المقربين أمر غير مسبوق وقد يسبب توترًا داخل الأسرة وردود فعل سلبية في الإعلام. قد يفضل الملك نهجًا تدريجيًا بدل الإلغاء المفاجئ. باختصار: قانونيًا، لا يزال أندرو يحتفظ باللقب وعمليًا، توقف عن استخدامه. في البداية اعتمد الملك تشارلز على انسحاب أندرو الطوعي لتجنب التعقيدات الدستورية والسياسية المرتبطة بسحب اللقب رسميًا قبل ان تتخذ الاجراءات النهائية.
قرارات أندرو الشخصية
الأمير أندرو تخلى بالفعل عن أداء الواجبات العامة وأعلن أنه لن يستخدم لقبه أو أوسمة ملكية. عمليًا، لم يعد يؤدي مهامًا ملكية، مما يقلل من الحاجة الملحة للملك لإلغاء اللقب رسميًا.
الحساسية السياسية
قد يتردد البرلمان في التدخل في شؤون الملكية إلا عند الضرورة القصوى، لأن الملكية محايدة سياسيًا. أي خطوة قانونية قد تثير نقاشات حول حدود السلطة الملكية ودور البرلمان.
القرار الملكي النهائي
في 30 تشرين الاول 2025، اتخذ الملك تشارلز الثالث خطوة استثنائية ببدء إجراءات سحب الألقاب الملكية من شقيقه الأمير أندرو وطرده من مقر إقامته الملكي في وندسور، في خطوة هي الأجرأ حتى الآن لاحتواء الفضيحة المتعلقة بعلاقة الأمير المُدان سابقًا بـ جيفري إبستين. ووصفت خطوة القصر الملكي في بيان شديد اللهجة بأنها “إجراءات تأديبية ضرورية”، ما يعكس أعمق انقسام تشهده العائلة المالكة البريطانية منذ عقود.
سيُعرف الأمير أندرو من الآن فصاعدًا باسم أندرو ماونتباتن ويندسور. وقد ورد في البيان: “إن عقد إيجاره لمقرّ “رويال لودج” منحه حتى الآن حماية قانونية سمحت له بالاستمرار في الإقامة هناك. إلا أنه تمّ تسليمه إشعارًا رسميًا بإنهاء عقد الإيجار، وسينتقل إلى مسكن خاص بديل.” وأضاف البيان: “هذه الإجراءات التأديبية ضرورية، على الرغم من أنه لا يزال ينكر الاتهامات الموجّهة إليه.”
وأفادت شبكة CNN بأن أندرو سينتقل إلى أحد العقارات الواقعة في عقار ساندرينغهام، على بُعد نحو 100 ميل شمال لندن، وهو ملك خاص للعاهل البريطاني. سيتم تمويل إقامة أندرو الجديدة من الأموال الخاصة للملك تشارلز، على أن يتم الانتقال في أقرب وقت ممكن.
تعليق عائلة فيرجينيا
علقت عائلة فيرجينيا جيوفري في بيان قائلة: “اليوم، فتاة أميركية عادية أسقطت أميرًا بريطانيًا بفضل حقيقتها وشجاعتها الاستثنائية.” وقال سكاي روبرتس، شقيق جيوفري، في مقابلة مع المذيعة كايتلان كولينز على شبكة CNN، إن هذا اليوم كان “يومًا مفرحًا وسعيدًا وحزينًا في الوقت نفسه.” وأضاف: “كان ينبغي أن تكون فيرجينيا هنا، هي من يجب أن تجري هذه المقابلة معك.” وأشاد روبرتس بخطوة الملك تشارلز، واصفًا إياها بأنها “شعور كبير بالإنصاف بالنسبة لشقيقته.”
