صادف يوم امس ذكرى وفاة المخرج والسينمائي الفرنسي جاك تاتي، أحد أبرز عباقرة الكوميديا البصرية في تاريخ السينما، وصاحب بصمة فنية لا تزال تُلهم صناع الأفلام حتى اليوم.
وُلد تاتي عام 1907 في ضواحي باريس، واشتهر بأسلوبه الفريد الذي مزج بين الفكاهة الصامتة والنقد الاجتماعي الذكي، مقدّمًا رؤية ساخرة للعصر الحديث من خلال شخصيته الشهيرة “السيد هولو”، التي أصبحت رمزًا عالمياً للبساطة في مواجهة تعقيد المدينة الحديثة.
في أفلامه، لم يكن الضحك غاية بقدر ما كان أداة للتأمل، إذ استخدم الإيماءة والحركة والصوت كعناصر سردية رئيسية، دون الاعتماد على الحوار. ومن أبرز أعماله التي صنعت مجده:
Les Vacances de Monsieur Hulot (عطلة السيد هولو – 1953)
Mon Oncle (عمي – 1958)
Playtime (وقت اللعب – 1967)
Trafic (حركة المرور – 1971)
تميّز تاتي بقدرته على تحويل المواقف اليومية البسيطة إلى مشاهد فنية خالدة، فكان رسام الحياة الحديثة بالكوميديا الصامتة، وصاحب نظرة إنسانية جعلت من أعماله مزيجًا من الدعابة والحزن والحنين.
رحل جاك تاتي عام 1982، تاركًا خلفه إرثًا سينمائيًا خالداً ما زال يُدرّس في معاهد السينما حول العالم، ويُستعاد في كل ذكرى لرحيله كواحد من أكثر المخرجين ابتكارًا وشاعرية في تاريخ الفن السابع.
