تحل اليوم ذكرى رحيل الممثل المصري محمود ياسين، الذي توفي في 14 تشرين الأول عام 2020، وهو أحد أبرز نجوم السينما والدراما في النصف الثاني من القرن العشرين، الذي ترك خلفه إرثًا فنيًا ضخمًا تجاوز حدود الشاشة ليصبح جزءًا من ذاكرة المصريين والعرب.
بدأ محمود ياسين مشواره الفني من المسرح القومي، ولفت الأنظار بصوته المميز وحضوره الطاغي على الخشبة، قبل أن ينتقل إلى السينما التي كانت في أوج ازدهارها في السبعينيات والثمانينيات. خلال تلك الفترة، قدّم مجموعة من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية، منها الرصاصة لا تزال في جيبي، الوفاء العظيم، وعلى ورق سيلوفان، مجسّدًا شخصيات جمعت بين القوة والإنسانية.
لم يكن محمود ياسين مجرد ممثل وسيم بملامح هادئة، بل كان صاحب أداء داخلي عميق، استطاع من خلاله أن يجسد أدوارًا درامية وتاريخية بحسّ واقعي مؤثر، ما جعله يحظى بمكانة خاصة لدى الجمهور وصنّاع الفن على حد سواء.
وفي التلفزيون، قدم أعمالًا خالدة منها أبو حنيفة النعمان وسوق العصر وماما في القسم، مؤكدًا قدرته على الانتقال بسلاسة بين الأجيال الفنية، والبقاء في الصدارة لعقود طويلة.
رحل محمود ياسين، لكن صوته وأدواره ومواقفه الفنية لا تزال حاضرة، شاهدة على زمن حمل فيه الفن معنى الرسالة والالتزام، لتبقى سيرته عنوانًا للفن الراقي والإنسانية.