قبل رحيلها المفاجئ بساعات قليلة، تركت الإعلامية المصرية هبة الزياد خلفها رسائل صوتية ونصية كشفت جانباً مختلفاً تماماً من شخصيتها؛ جانباً ممتلئاً بالتأمل والبحث العميق عن السكينة، وكأنها كانت تلمس بحسّها الداخلي ضجيج الأيام من حولها.
رسائلها حملت نبرة هادئة، كلمات موزونة، وصدقاً إنسانياً لافتاً يصعب تجاهله.
في إحدى رسائلها التي تم تداولها بعد وفاتها، تحدثت هبة عن فلسفة الحضور واليقين، قائلةً: “السلام الحقيقي أن تكون هنا، في اللحظة نفسها… الماضي لا يعود، والمستقبل لم يأتِ بعد. عندما تفهم هذا، تستريح روحك”.
أما في نص آخر كتبته بخط يدها، فوجهت رسالة أشبه بالتطمين: “من يرهقه التفكير بالمستقبل يفقد لذة الحياة… سلّم أمرك لله واترك الطريق يمضي”.
هذه الكلمات، التي بدت لكثيرين كأنها اعترافات صادقة من قلب مرهق، أعادت إلى الذاكرة ظهورها قبل أسابيع في فيديو تحدثت فيه عن تعرضها لابتزاز وتهديدات، مؤكدة آنذاك أنها تتخذ خطوات قانونية. وبعد رحيلها، وجد البعض في ذلك الفيديو دليلاً على حجم الضغوط النفسية التي ربما عايشتها، ورحلت هبة فجر الخميس داخل منزلها، بعد سكتة قلبية مفاجئة مرتبطة بهبوط حاد في الدورة الدموية، بحسب ما أفادت به مصادر مقربة. ورغم أنها لم تُظهر أي علامات مرضية مسبقة، فإن خبر وفاتها أثار صدمة واسعة، خاصة أنها كانت نشطة عبر منصاتها المهنية قبل ساعات من رحيلها.
