في لحظة تُسجَّل في تاريخ الفن السابع، ارتقى المخرج العالمي كريستوفر نولان إلى قمة الهرم المهني، بعدما انتُخب رئيسًا لنقابة المخرجين الأمريكيين (DGA)، في إنجاز يليق بمسيرته الاستثنائية، وعبقريته التي يصعب اختزالها في كلمات.
نولان، الذي خطّ اسمه بأحرف من دهشة في سجل السينما العالمية، لم يكن مجرد مخرج ناجح، بل هو مهندس الحكاية البصرية، وعالِم الزمن السينمائي، وذاك العاشق للتعقيد القادر على تبسيطه في مشاهد تخطف العقل قبل القلب.
من “Memento” إلى “Inception”، مرورًا بـ “Interstellar” و “Dunkirk”، وصولًا إلى ملحمته الأحدث “Oppenheimer”، التي منحته جائزتي أوسكار، شكّل نولان مدرسة قائمة بذاتها، لا تنتمي إلا إلى ذاته التي تقف دائمًا على حافة الخيال والعلم، متأرجحة بين الواقع والافتراض.
اليوم، ومع توليه رئاسة نقابة تضم أكثر من 19,500 مخرج ومخرجة، يضع نولان بصمته لا فقط خلف الكاميرا، بل في صياغة مستقبل المهنة بأكملها، في زمن يشهد تغييرات جذرية في الصناعة.
فهو، كما قال في بيانه، يدرك عمق التحولات التي يمر بها هذا العالم، ويعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه. لكن من يعرف نولان، يعرف أن الرجل الذي روّض مفاهيم الزمن والواقع، لا تهابه التحديات بل تُلهبه.
نولان لا يصنع أفلامًا فقط، بل يصنع عوالم كاملة من الدهشة. والآن، بات هو من يقود سفينة الإخراج نحو مستقبل ربما لا يتصوره إلا هو.