صُممت كريمة القهوة في الأساس لتكون بديلاً عملياً للحليب يمنح القهوة طعماً كريميّاً وسهولة في الاستخدام، إلا أنها تحوّلت اليوم إلى منتج واسع الانتشار في المقاهي والمتاجر، متوفرة بنكهات موسمية متعددة.
غير أن خبراء الصحة يحذّرون من أنها إضافة ضارة أكثر مما تبدو عليه.
وفقاً لتقرير نشرته صحيفة دايلي ميل البريطانية، تحتوي معظم أنواع مبيّضات القهوة على مكونات صناعية مثل النكهات والمحليات الاصطناعية (منها السكرالوز وأسيسلفام البوتاسيوم)، إضافة إلى مستحلبات ومكثفات مثل الكاراجينان والأحادي والثنائي الجليسريد، وكلها تهدف إلى تحسين القوام وزيادة مدة الصلاحية على حساب القيمة الغذائية.
-دهون وسكر أكثر من المتوقع
يشير التقرير إلى أن ملعقة كبيرة من مبيّض القهوة المحلى تحتوي على ما بين 5 و10 غرامات من السكر، مقارنة بغرام واحد فقط في الكريمة الطبيعية. كما تضم بعض الأنواع زيوتاً مهدرجة وشراب الذرة عالي الفركتوز، وهما من أبرز مسببات ارتفاع الكوليسترول وزيادة الوزن.
-تأثيرات سلبية على الأمعاء والقلب
قال الدكتور ديفيد سنكلير من كلية الطب بجامعة هارفارد إن مزيج المستحلبات والمثبتات في كريمة القهوة قد يسبب خللاً في حاجز الأمعاء وتغيرات في الميكروبيوم، ما يرفع خطر الإصابة بسرطان القولون. كما يمكن أن يؤدي الفركتوز والسكريات العالية في هذه المنتجات إلى تجاوز الحد اليومي الموصى به من السكر، مما يزيد خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
وتحتوي بعض المبيّضات أيضاً على دهون مهدرجة أو مشبعة ترفع مستويات الكوليسترول الضار وتؤثر سلباً في صحة القلب، خصوصاً عند تناولها يومياً.
-نصيحة الخبراء: العودة إلى البساطة
ينصح الدكتور سنكلير بتجنّب هذه المنتجات قدر الإمكان، واستبدالها بخيارات طبيعية مثل حليب اللوز أو الجوز غير المحلى، أو استخدام كميات صغيرة من الحليب التقليدي.
-انتفاخ ومشكلات هضمية
ويتفق الدكتور راج داسغوبتا، أخصائي الطب الباطني، مع هذه التحذيرات، مشيراً إلى أن مبيّضات القهوة أقرب إلى “حلوى مصنّعة” منها إلى منتج غذائي صحي. وأضاف أنه لاحظ بين مرضاه تحسناً واضحاً في الهضم والطاقة بمجرد توقفهم عن استخدامها والعودة إلى الحليب الطبيعي أو المبيّضات المنزلية.
وفي ضوء هذه التحذيرات، يبدو أن “كريمة القهوة” لم تعد مجرد لمسة ناعمة على الفنجان، بل عادة يومية تستحق المراجعة للحفاظ على صحة الأمعاء والقلب والتمثيل الغذائي.
