نجح باحثون من معهد الهندسة الحيوية في كاتالونيا (IBEC) في تسجيل صور ثلاثية الأبعاد في الوقت الفعلي لعملية زرع جنين بشري بفضل تقنية متطورة تحاكي الطبقات الخارجية للرحم وهي لحظة فريدة لأن الصور تسمح بالإطلاع على طريقة تصرف الجنين.
بعد التلقيح حين يتلاقى الحيوان المنوي والبويصة يبدأ الجنين بالإنقسام ويرحل صوب الرحم. بعد 5 أو 7 أيام يصل الى الرحم وهي مرحلة مفصلية لمتابعة الحمل والتي يطلق عليها الزرع. فهي تسمح للجنين بالتمركز بالقرب من الأوعية الدموية للأم.
في الصورة، نرى الجنين يمارس قوة على الرحم، في ”جهد“ حقيقي بهدف الانغراس. وخلفه، أثر مروره: ألياف الرحم التي أزالها لمواصلة تقدمه. “لاحظنا أن الأجنة البشرية تغوص حرفياً في الرحم، وتبذل قوة كبيرة في هذه العملية. وهذه حركة ضرورية لكي يتمكن الجنين من الدخول إلى نسيج الرحم والاندماج فيه”، كما تقول أميلي جودو، الباحثة في معهد الهندسة الحيوية في كاتالونيا (IBEC) في إسبانيا والمؤلفة الأولى للدراسة المنشورة في Science Advances، لمجلة Sciences et Avenir. ”ربما تكون الانقباضات أو، لنقل، التوترات التي تشعر بها بعض النساء عند زرع الجنين ناتجة عن هذه الحركة، عندما يتحرك الجنين في الرحم ويعيد تنظيمه“.
بمجرد اختيار مكان الزرع، يطلق الجنين إنزيمات مخصصة لتدمير الأنسجة المحيطة به، وذلك لتسهيل مروره. وهنا أيضًا، يمارس قوة إضافية للتوغل بشكل أعمق في الرحم. في الواقع، تتكون هذه الأنسجة الليفية من الكولاجين، وهو بروتين صلب تتكون منه أيضًا الأوتار والغضاريف. ”يجب على الجنين أن يكسر الكولاجين، ويمكننا أن نرى بوضوح أين مرّ وأين قامت الإنزيمات بهضم جزيئات الكولاجين هذه.“ تتحرك بقية ألياف الكولاجين أثناء مروره، حتى يصل الجنين إلى هدفه: يخترق الأنسجة بعمق حتى يصل إلى الأوعية الدموية للأم.
المصدر Science et Avenir