في مشهدٍ أشبه بأفلام الخيال العلمي، طوّر باحثون من الصين والولايات المتحدة روبوتًا متغيّر الشكل مصنوعًا من معدن سائل متجاوب مغناطيسيًا، يتمتع بقدرات غير مسبوقة: الذوبان، التدفق، الخروج من الحبس، وإعادة تجميع نفسه، وكل ذلك بأمر منه.
الروبوت مستوحى من خيار البحر، ويعتمد على الغاليوم، وهو معدن ذو درجة انصهار أعلى بقليل من درجة حرارة الغرفة. يمكنه التبديل بين الحالة الصلبة والسائلة باستخدام المجالات المغناطيسية. وقد أظهر خلال الاختبارات قدرته على الذوبان، الخروج من قفص شبيه بالسجن، ثم العودة إلى شكله الأصلي دون أن يفقد وظيفته.
هذا الابتكار يفتح آفاقًا جديدة للروبوتات، إذ يسمح لها بالتنقل في المساحات الضيقة أو المعقدة، ومعالجة نفسها أو تفكيكها لتجنب التلف، وإجراء العمليات الجراحية داخل جسم الإنسان دون الحاجة إلى تدخل جراحي. كما يمكنها الانتقال بين صلابة الأدوات ومرونة السائل.
المجالات المغناطيسية لا تُحفّز تغيير الطور فقط، بل تتحكم أيضًا في الحركة، مما يجعل الروبوت يسبح، يتسلق الجدران، بل ويقفز. ويتصور الباحثون استخدامات مستقبلية في الطب الأقل تدخلاً، مثل إزالة الأجسام الغريبة من الأعضاء الداخلية، أو في التجميع الإلكتروني، حيث يمكن للروبوت أن يتدفق إلى أماكن يصعب الوصول إليها ويشكّل دوائر كهربائية.
ورغم أن التقنية لا تزال في مراحلها الأولى، إلا أنها تمثل اندماجًا مذهلاً بين الروبوتات وعلوم المواد والهندسة الحيوية، وقد تُحدث ثورة في الروبوتات اللينة، الطب الحيوي، وحتى عمليات البحث والإنقاذ.
نحن نشهد ولادة آلات التحوّل، أدوات تغيّر شكلها وحالتها ووظيفتها حسب الحاجة.