شهدت الساعات الماضية سجالاً حادًا بين الفنانة اللبنانية مايا دياب والإعلامية المصرية بسمة وهبة، على خلفية دفاع دياب عن صديقتها الممثلة دينا الشربيني، بعد انتشار شائعات ربطتها بأزمة طلاق الممثل كريم محمود عبد العزيز من زوجته آن الرفاعي.
فمايا دياب خرجت عبر تصريح واضح اعتبرت فيه أن الرأي العام يعرف جزءًا مبتورًا من القصة، مؤكدة أن دينا الشربيني تتعرض لحملة ظلم هي وعائلتها، وأنها – كصديقة مقرّبة – قررت أن تتكلم دفاعًا عنها بعدما فضّلت دينا الصمت احترامًا للموقف.
في المقابل، ردّت بسمة وهبة بفيديو انفعالي حاد، استخدمت فيه لغة هجومية ومباشرة، حملت طابعًا شخصيًا واستعلائيًا، تجاه مايا دياب، متسائلة عن سبب “تدخّلها”، ومستخدمة تعابير فظة ابتعدت فيه عن أي خطاب إعلامي مهني أو متوازن، قائلة: “بقولك إيه يا حلوة، ما تخرسي انت. موضوع يخص المصريين مع بعض، إنتِ إيه اللي حشرك؟ أنتِ مش من بلدنا، ما تطوليش لسانِك علينا. احترمي نفسك بدل ما هزأك، والمرة الجاية يبقى الدور عليكي…”
وبعيدًا عن مضمون الخلاف ومَن المخطئ ومَن المصيب، يبقى الأساس أن مايا دياب قامت بما يُعدّ سلوكًا طبيعيًا لأي شخص يرى صديقه يتعرّض لحملة تشويه أو اتهامات غير مثبتة. فالدفاع عن صديقة مقرّبة ليس “تدخّلاً في شأن بلد”، بل هو موقف إنساني قبل أي شيء، ولا يحتاج إلى هوية أو جغرافيا، وخصوصًا أن القضية ليست خلافًا سياسيًا أو وطنيًا، بل مسألة شخصية تطال أفرادًا في الوسط الفني.
غير الطبيعي كان في ردّ بسمة وهبة، التي اختارت أسلوبًا هجوميًا وقاسيًا لا يمتّ بصلة إلى المهنية الإعلامية، ولا إلى أدبيات الحوار التي يُنتظر من صحافي محترف أن يحافظ عليها مهما اشتدّ الخلاف. وأدخلت الانتماءات الوطنية في موضوع شخصي بحت. فالحديث عن “مصريين ولبنانيين” يحمّل القضية ما لا تحتمل، ويحوّل خلافًا فنيًا إلى خطاب إقصائي لا ينسجم مع دور إعلامي مسؤول أو محترف.
ثم إن وهبة، التي اعتبرت أن مايا “دخلت في موضوع لا يعنيها”، دخلت بنفسها في القصة من باب الهجوم رغم أنها ليست طرفًا فيها، ما يجعل حدّة موقفها أكثر غرابة.
أما الظهور في فيديو تتناول فيه الطعام خلال توجيه كلام هجومي، فهو تفصيل لكنه ليس بسيطًا. فالإعلام يُدرَّس فيه مفهوم الحضور أمام الكاميرا، والنبرة، واللغة الجسدية، والاحترام البصري للمشاهد. فالظهور الإعلامي له قواعده، واحترام المشاهد جزء لا ينفصل عن المهنية. و”القرمشة” أمام الكاميرا، لم تُظهر فقط غياب اللياقة، بل كانت أشبه بضجيج يزعج أذن المتلقي أكثر مما يزعجه الكلام نفسه.
في النهاية، المشكلة الحقيقية ليست في مضمون الخلاف، بل في الأسلوب الذي هُوجمت به مايا دياب، والأسلوب الذي ظهرت به بسمة وهبة، الذي لا ينسجم مع مهنتها ولا مع المعايير التي يفترض أن تتمثل بها، لا في اللغة، ولا في السلوك، ولا حتى في “أدبيات المضغ على الهواء”.
