أحدث مسلسل Adolescence البريطاني ضجة كبيرة منذ عرضه، ليصبح واحدًا من أبرز الأعمال الدرامية لهذا العام، حيث تدور القصة حول جيمي ميلر، مراهق يبلغ من العمر 13 عامًا، يُتهم بقتل زميلته في المدرسة.
ومع تقدم الحلقات، ينكشف وجه مظلم للعالم الرقمي، حيث يكشف المسلسل عن تأثير التنمر الإلكتروني و” (incel) وهي ثقافة فرعية عبر الإنترنت يتجمع فيها شبان يشعرون بالإقصاء الجنسي والاجتماعي، وغالبًا ما يتبنون أفكارًا سامة تجاه النساء والمجتمع.
العمل يتكوّن من أربع حلقات، لكنه يتميّز بأسلوب تصوير نادر: كل حلقة صُوّرت بلقطة واحدة متواصلة، مما أضفى طابعًا واقعيًا خانقًا وكثّف من توتر الأحداث، حيث يشعر المشاهد وكأنه يعيش القصة لحظة بلحظة دون انقطاع. الإخراج الجريء واستخدام الكاميرا الثابتة بحرفية عالية جعلا من المسلسل تجربة بصرية لا تُنسى.
النص كُتب بعناية شديدة، حيث يفتح نقاشًا ضروريًا حول خطاب الكراهية، الرجولة السامة، وأزمة التواصل بين الأهل والمراهقين في عصر التواصل الرقمي.
لكن الأضواء سرقتها الموهبة الصاعدة أوين كوبر، الذي أدّى دور جيمي ببراعة استثنائية، رغم أنه لم يسبق له التمثيل بشكل احترافي.
عن هذا الأداء، نال كوبر جائزة إيمي لأفضل ممثل مساعد وهو في الخامسة عشرة من عمره، ليصبح أصغر من يفوز بها في هذه الفئة.
Adolescence ليس مجرد مسلسل جريمة، بل مرآة لواقع معقد نعيشه اليوم، وتجربة فنية متقنة تُعيد تعريف ما يمكن أن تكون عليه الدراما التلفزيونية.