في خطوة تعكس نضج السينما المصرية وقدرتها على المنافسة عالميًا، تم اختيار فيلم “هابي بيرث داي” لتمثيل مصر في جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي 2026، بعد نجاح لافت في مهرجانات عالمية، على رأسها مهرجان تريبيكا، حيث حصد ثلاث جوائز كبرى عن أفضل إخراج، أفضل سيناريو عالمي، وأفضل فيلم عالمي.
الفيلم يقدم تجربة إنسانية خالصة، تنبع من ذكريات شخصية عاشتها المخرجة والمؤلفة سارة جوهر، والتي كتبت العمل بالشراكة مع السيناريست محمد دياب. ورغم أن أحداثه تدور خلال يوم واحد فقط، إلا أن الفيلم يغوص في عمق المجتمع المصري، كاشفًا عن تقاطعات معقدة بين الطبقية، وعمالة الأطفال، والهشاشة الاجتماعية التي تواجهها النساء.
قدّمت نيللي كريم في الفيلم أداءً مميزًا لشخصية امرأة مطلقة تستحضر ألم ماضيها لتبني عليه قوة جديدة، ومن خلال هذا الدور، أثبتت مرة أخرى أنها ليست فقط ممثلة موهوبة، بل صوت فني يحمل قضايا المجتمع إلى الشاشة بصدق. مشهد الطفلة “توحة”، العاملة في منزل وهي في سن الطفولة، أمام أجواء احتفال فخم بعيد ميلاد طفلة من عائلة ثرية، يلخص ما أرادت نيللي والفيلم إيصاله: صورة حية للتفاوت المؤلم.
لمع نجم نيللي كريم ونجم فريق عمل متكامل، شارك فيه شريف سلامة، وحنان مطاوع، وحنان يوسف، ليعكس الفيلم قوة جماعية في تقديم تجربة سينمائية رفيعة المستوى، سواء من حيث الأداء أو القصة أو الرؤية الإخراجية.
كما شهد العمل دعمًا إنتاجيًا عالميًا، بانضمام النجم الأميركي جيمي فوكس كأحد المنتجين، إلى جانب دعم صندوق البحر الأحمر السينمائي، ما يعكس الثقة الدولية بالمحتوى المصري عندما يُقدَّم بصدق وإبداع.
نيللي كريم، برفقة فريق العمل، يُمثلون وجهاً مشرفاً للسينما المصرية، يثبت أن الفن حين يكون حقيقيًا، يصل دون ترجمة، ويتحدث بكل اللغات.