في عرض مسرحي مميز، قدّم الممثل والمخرج والإعلامي اللبناني ميشال حوراني مسرحية “علقة حرامية” من إعداده وإخراجه، ومن تأليف الكاتب الإيطالي داريو فو، والتي عُرضت على مسرح الجامعة الأنطونية في الحدت – بعبدا.
قدم ميشال حوراني اقتباسًا جديدًا مليئًا بالسخرية والتحديات الاجتماعية، مع مجموعة من تلامذته في نادي الدراما. شارك في التمثيل غايل الأسمر، روني الغريب، حسن الساحلي، بيرلا روكز، آنا ماريا خليل، أنطوني زغبي وشربل شمعون.
موقع الفن كان حاضرًا في عرض المسرحية، وكان لنا هذا الحوار مع ميشال حوراني.
أخبرنا أكثر عن المسرحية، وكيف تصف تعاملك مع تلاميذك؟
المسرحية هي ضمن نشاطات نادي الدراما الذي أسسته في عام 2012 في الجامعة الأنطونية. قدمنا سابقاً 6 أعمال مسرحية، شاركنا من خلالها في مهرجانات عربية ودولية، وحصدنا جوائز كثيرة، وأوقفنا بعدها العمل بحكم الظروف، أما اليوم فنشهد عودة نادي الدراما، وأهميته هي أنه يجمع شبانًا وشابات من عدة إختصاصات ولا يتطلب إختصاصًا في التمثيل، ويجتمعون في هذا المكان للتعبير عن أنفسهم، ونحن نخلق لهم هذه المساحة التعبيرية الآمنة، لننتج في النهاية عملًا مسرحيًا، وهذه السنة اخترت “علقة حرامية” مسرحية الفصل الواحد للكاتب الإيطالي المهم جداً داريو فو الحائز جائزة نوبل، وهي عمل كوميدي، وكانت من خلالها الإنطلاقة الجديدة لنادي الدراما.
أما بالنسبة للشبان والشابات، فهذه سنتي العشرين مع الجامعة الأنطونية، فقد رافقتها منذ بداياتها، ودرس فيها الكثير من الطلاب والطالبات، والشغف الموجود لديهم فعندما تعطيهم مساحة آمنة وحرة للتعبير عن أنفسهم سيعطونك الكثير من طاقاتهم، وهذا هو هدف نادي الدراما، الجمع بين الشغف والأحلام والقوة وإدارتها بشكل مميز، وهذا يظهر واضحاً من خلال تفاعل الجمهور معهم على الخشبة، فهم ليسوا ممثلين، ولكنهم لا يقلون كفاءة عن الممثلين في العرض الذي قدموه، وذلك بسبب التدريب والتحضير اللذين قاما بهما خلال الأشهر التي سبقت هذا العرض المسرحي.
ماذا عن اقتباس هذا العمل من المسرحية الإيطالية؟
ما فعلته أنا هو لبننة القصة، أعددت النص وأخرجت المسرحية، وأنا اعتدت مع الجامعة الأنطونية أن أعمل على النصوص وأعدها لأنها بأغلبها أجنبية، وكنا قد قدمنا عددًا من الأعمال الرائعة في السابق، وما فعلته في هذه المسرحية تحديدًا هو أنني قربت القصة من العائلة اللبنانية، ومن اللهجة التي نتكلم فيها كي لا يشعر المشاهد بأن المسرحية غريبة عنه، وهذا يظهر أن المسرح هو مساحة عالمية تتخطى الهوية الجغرافية.
لفت أنظارنا الديكور المميز في المسرحية، كيف حصلتم على هذه النتيجة؟
كل ما رأيته على المسرح هو من عمل طلابنا في الجامعة الأنطونية، فبعد توجيههم ومرافقتهم، عملت إحدى طالباتنا على التصميم، وتفصيل الديكور بالعمل مع نجار طبعاً، بالإضافة إلى احتضان الجامعة لقدرات الطلاب والطالبات ومواهبهم من خلال الدعم المادي والمعنوي، والدليل على نجاح هذا المنهج هو طلابي السابقون في نادي الدراما الذين تخرجوا وتوجهوا إلى سوق العمل بقوة، وعملوا مديري إنتاج ومساعدي مخرجين وممثلين وممثلات، فقد فُتحت أمامهم الأبواب بسبب خبرة مكتسبة.
بعد الأوضاع السيئة التي مر فيها لبنان في الفترة الأخيرة، هل ما زال لديك شغف كبير في العمل بالمسرح؟
هذه السنة الـ 20 التي أعمل فيها مع طلاب هذه الجامعة، ولم أتراجع يوماً رغم كل الظروف الصعبة، بل تراجعنا قسرًا وتوقفنا، إلا أننا عدنا في أول فرصة أتيحت لنا. أنا كنت طالباً في هذه الجامعة، وأعرف أهمية وجود دكتور يشجعني ويدعمني ويساعدني، وأحاول أن ألعب هذا الدور مع الطلاب، وهذا الأمر ليس خيارًا ولا مفر منه.
كما كان لموقع “الفن” حديث مع الطلاب الذين شاركوا في مسرحية “علقة حرامية”، فقالوا إنهم منذ انتسابهم إلى نادي الدراما كانوا يحضّرون لأعمال عديدة ونشاطات صغيرة، وكل ذلك من أجل إعادة إحياء النادي، ووصفوا تعاملهم مع ميشال حوراني في هذه المسرحية بالجميل جدًا، قائلين إنه ساعدهم على إتقان أدوارهم.
وأضاف الطلاب أن فترة التدريب على المسرحية لم تكن متعبة، بل كانت مليئة بالفرح، وجعلتهم يقدمون هذا العمل الرائع.
