من يتابع الممثلة مي عز الدين يدرك أنها بطبيعتها شخصية غير اجتماعية، تميل إلى العزلة والهدوء، وذكرت بنفسها ذلك مرات عديدة في السابق، لكن بعد وفاة والدتها العام الماضي، السند الأقرب إلى قلبها، تضاعف ذلك الانطواء وتحول إلى عزلة أعمق، لم تعد مي كما عرفها جمهورها من قبل، فقد انطفأ إشراقها، وحلّت مكانه ملامح الحزن والانكسار التي باتت تطغى على وجهها في كل ظهور، حتى أن الجمهور قال أنها ظهرت عليها ملامح الكبر رغم أنها ليست كبيرة في السن.
ومع ذلك، فإنها لا تزال تقاوم، تحاول، وتستمر في المحاولة للخروج من هذه الدائرة الثقيلة، شاركت في مسلسل “قلبي ومفتاحه” رغم أنها في الكواليس كان وجهها يفيض ألماً، لكنّها أصرت على الاستمرار، وكأنها تؤكد أن الفن بالنسبة لها ليس مجرد مهنة، بل نافذة للحياة، وطريق للتشبث بالأمل رغم كل شيء.
ظهورها الأخير مع الإعلامي معتز الدمرداش بعد غياب سنوات (حوالى 6 سنوات) عن اللقاءات الطويلة لم يكن مجرد لقاء، بل بدا وكأنه رسالة إنسانية، مفادها أن الحزن قد يطفئ البريق مؤقتًا، لكنه لا يستطيع أن يلغي قوة الإرادة.
بدت مي في اللقاء كأنها كانت تغرق لكنها ها هي اليوم أمسكت بخشبة الخلاص وأيضاً لم تصل إلى الشاطئ، فدمعت عيناها مرات عديدة في الحلقة، وكانت تظهر ملامح انكسار بشكل واضح رغم محاولتها عدم اظهار ذلك.
مي عز الدين تجسّد اليوم صورة الممثلة التي لا تستسلم، بل تحوّل جراحها إلى دافع، ومحاولاتها إلى قصة صامتة من الصبر والإصرار، ففي الحلقة أخبرت الدمرداش أنها ذهبت في عطلة إلى الساحل الشمالي موضحةً في حديثها أنها تحاول الإندماج مع الزحام لكن في خطوات بطيئة.
إن جمهورها حين يشيد بها اليوم، فإنه لا يشيد فقط بموهبتها الفنية التي تركت بصمة في الدراما والسينما، بل أيضًا بإنسانيتها وجرأتها على مواجهة الألم علنًا، وبقدرتها على أن تكون قدوة في الصمود رغم الفقد والخذلان، كما أنها ورغم كل التخبط النفسي لم يصدر منها أي تصرف غير متزن وهذا أمر يُحتسب لها.
إلى مي عز الدين نتمنى أن تجدين الشاطئ قريباً حيث ننتظرك وينتظرك الجمهور الذي لا يكل ولا يمل من التعبير عن محبته لك على مواقع التواصل الإجتماعي في تعليقات وصلت إلى حد الدعاء لك بالخلاص من ألمك الذي بقوة الله ستنتصرين عليه.