بقلم: يورونيوز
نشرت في
كان من المنتظر أن يُقام مهرجان “إندي تشاينا” بين 8 و15 تشرين الثاني/ نوفمبر، ولكن في الخامس من الشهر نفسه، أعلن القيّم على المهرجان، زو ريكن، أنه اضطر إلى إلغاء 80% من العروض بعدما انسحب معظم المخرجين المشاركين.
وأوضح أن الطلبات جاءت أساسًا من مخرجين مقيمين في الصين برروا قرارهم بـ”أسباب شخصية”، في حين قال آخرون مقيمون خارج البلاد إن عائلاتهم في الداخل تلقّت اتصالات من السلطات الصينية، في ممارسة باتت شائعة للضغط على الأفراد المقيمين في الخارج.
تهديدات وضغوط متزايدة
زو، المقيم في نيويورك، قال عبر “فايسبوك” إن أحد زملائه في الاستوديو الخاص به في بكين تم اقتياده للتحقيق وأُبلغ بعدم التعاون معه مجددًا. كما وردت رسالة إلى المسؤولين عن أحد أماكن العرض، يُزعم أنها من مجموعة طلاب صينيين يعيشون في نيويورك، تطالب بإلغاء العروض.
ويوم الخميس، أعلن زو إلغاء المهرجان بالكامل، قائلاً في بيان: “نظرًا للظروف الحالية، إذا لم أوقف هذه الدورة من المهرجان، فقد يتعرض أي شخص مشارك، من المخرجين إلى المتطوعين والجمهور، لتهديدات أو مضايقات محتملة”.
وأضاف: “هذا الوضع يضعني في موقف أخلاقي صعب، فبصفتي منظمًا وفردًا، ليست لدي أي نية لتعريض أي شخص للخطر، سواء كان هذا الخطر حقيقيًا أم مفتعلًا بغرض الترهيب”.
تصاعد الرقابة
يرى يالكن أولويل، الباحث في الشأن الصيني لدى منظمة “هيومن رايتس ووتش”، أن ” مارست الحكومة الصينية نفوذها عبر العالم لوقف فعاليات مهرجان سينمائي في مدينة نيويورك”، مشيرًا إلى أن هذا الحدث “يُظهر سعي بكين المستمر للتحكم في ما يراه العالم ويتعلمه عن الصين”.
ويقول ناشطون إن الرقابة الصينية تتوسع عالميًا، لا سيما في المجالات الفنية. ففي آب/ أغسطس الماضي، أفادت تقارير بأن معرضًا فنيًا في بانكوك خضع لضغوط من السفارة الصينية لحذف تفاصيل من معرض تناول مواضيع تعتبرها بكين “حساسة”.
وقد أُفيد بأن عددًا من المشاركين في مهرجان نيويورك تعرّضوا لضغوط مماثلة، إلا أن الكثير منهم رفضوا الكشف عن تفاصيل تجاربهم خشية الانتقام. ولم يصدر أي تعليق رسمي من السفارة الصينية في واشنطن حتى الآن بشأن الحادثة.

