بشفاعتها تحصل معجزات كثيرة، فهي والدة الرب يسوع المسيح، الذي لا يرفض لها طلباً، وقد أوصانا بمحبتها الدائمة.
بمناسبة عيد العذراء مريم، أقامت رعية سيدة الحبل بها بلا دنس الشعب البوار، مهرجاناً منوعاً إمتد لأيام، تخللته يوم الأحد الماضي، أمسية روحية وفنية، من تنظيم كاهن الرعية الأب أنطوني قزي، أدارتها رئيسة تحرير موقع الفن هلا المر، التي حاورت الضيفين الفنان المقلّد إيلي الراعي والفنانة والمرنمة والإعلامية داليا فريفر، هندسة صوت جوزيف الهاشم.
بعد ترحيبه بجميع الحضور، شكر الأب أنطوني قزي هلا المر وإيلي الراعي وداليا فريفر على إحيائهم هذه الأمسية، وأثنى على عملهم وإيمانهم، وكان هناك تقرير مصور، من إعداد صوفي أبو شقرا، أضاء على المسيرة العملية للضيفين إيلي الراعي وداليا فريفر، وعلى إيمانهما.
هلا المر قالت: “خلال القداس الذي أقيم قبل هذه الأمسية، تم تكريس الطلائع والفرسان لمريم العذراء، وأمهات البوار يشبهنَ العذراء مريم في مكان ما، فقد شعرت بأنها توصي هؤلاء الأولاد بألسنتكنَ، بأن يقوموا بكل ما يتمناه يسوع”.
وأضافت: “بعد تكريم لبنان لقلب مريم الطاهر، وبوجود القديسين اللبنانيين، أشعر أن وطننا محمي، لو مهما حصل، وسيكون هناك فرج يوماً ما”.
هلا المر التي أدارت الأمسية على نية شقيقتيها رندا وميشلين وأخيها ريشار كنيهر، إنطلقت في أسئلتها للضيفين، حول الإيمان والحياة والعديد من المواضيع، لتختصر في هذه الأمسية خبرات منوعة للضيفين، ليكون من بينها عِبر تفيد الآخرين، وتحفزّهم على المضي قدماً، في مواجهة تحدياتهم الشخصية وتحديات الحياة.
إيلي الراعي قال: “في عام 2016 تعرفت فعلياً على الرب يسوع، وذلك خلال لقائي بجمعية الغوص إلى العمق، في كنيسة سيدة الميسي في جبيل، على يد الشدياق روجيه باخوس. كنت مسيحياً وملتزماً، ومثل أي شخص، أشارك في القداس وأعترف، ولكن كان لدي نقص، وهو الإلتزام الحقيقي بالرب يسوع، وتسليم الذات الكلي له. علينا أن نكون مسيحيين داخل الكنيسة وخارجها، لذا يجب أن نتحلى بصفات المسامحة والإنضباط، وأن نحمل روح المسيح”.
وأضاف: “منذ ثلاثة عشر عاماً، إنفجرت الزائدة في جسمي وتسممت، وشعرت بأني سأموت، الحمد لله كان هناك تدخل مباشر للرب وشفاعة قوية للقديس شربل. حين كنت في المستشفى، زارتني السيدة نهاد الشامي، وأحضرت لي معها قطنة فيها زيت من صورة القديس شربل التي كانت ترشح زيتاً في منزلها. في نفس اليوم عند المساء، أصابتني نوبة وجع كبيرة استمرت حوالى الأربع ساعات، جعلتني أبكي، مع أنهم أعطوني مسكناً في المستشفى، جعلني أرتاح فقط لحوالى النصف ساعة. كان شقيقي نائماً في غرفتي في المستشفى، إستيقظ وطلبت منه أن يعطيني قطعة من القطنة التي كنت وضعتها في الجارور، وإبتلعتها، وبعد دقائق إختفى الوجع ونمت، قدّس الله السيدة نهاد”.
وعن تأثير رحيل الفنان اللبناني زياد الرحباني على والدته السيدة فيروز، قال: “السيدة فيروز حملت صلباناً كبيرة، أنعم الله عليها بالصبر. العذراء هي مثال أعلى لنا، ولكل أم تفقد إبنها أو عزيزاً عليها”.
داليا فريفر قالت: “نطلب دائماً شفاعة مريم العذراء في حياتنا، فهي الأم التي لا تبخل على أولادها، وعندما تكون لدينا هذه الثقة، نفكر في مستقبل أفضل، ولا نخاف. عندما فقدت نظري بعمر الثامنة عشرة، ظننت أنني سأخضع لعملية جراحية لأستعيده، خصوصاً أنني كنت منتصف السنة المدرسية الأخيرة، وكان لدي الكثير من الدروس، لأني كنت قد إنتقلت من مدرسة إلى أخرى، ولكني صرت أكتشف يوماً بعد آخر أنني أمام واقع جديد. طبعاً الدعم الأساسي كان إيماني، لأني إبنة عائلة مؤمنة، ولكني طبعاً كنت أتساءل عن ما حدث لي، وكيف سأستمر”.
وأضافت: “منذ ذلك الوقت نضجت، وأدركت أن الإيمان هو أمر نعيشه. ما حدث معي، بالإضافة فقدان والدي قدرته على المشي منذ 15 عاماً، ووفاة شقيقي بعمر 22 عاماً بعد صراع طويل مع مرض السرطان، كل هذه الأمور أوصلتني لأشهد لمسيحيتي عن إختبار”.
عن مكتب رعوية الأشخاص ذوي الإعاقة في الدائرة البطريركية المارونية- بكركي، قالت داليا: “أهم أهداف هذا المكتب هو دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في كافة المجالات، بمعنى أن نراهم في المدارس والجامعات ومجالات العمل، فمن حق هؤلاء الأشخاص أن تكون كل حقوقهم مؤمنة. وقّعنا إتفاقية تعاون مع وزارة التربية في شهر كانون الثاني الماضي، وقمنا بتدريبات مع الوزارة وجمعية arcenciel وغيرهما، لنكون جاهزين لخوض هذه المعركة، التي تتطلب مجهوداً كبيراً”.
وختمت داليا: “البصيرة موجودة في كل إنسان، وهي صوت الله في داخلنا، والذي هو دليلنا إلى الكثير من الأمور، وبعد أن فقدت نظري، أصبحت أركز أكثر على البصيرة، التي يجب أن ننميها ونوظفها في المكان الصحيح. أصبحت أؤمن مؤخراً، بأن هناك شيئاً جميلاً ينتظرني وتدخلاً إلهياً”.
تخلل الأمسية أداء داليا فريفر بعض الترانيم، بالإضافة ترنيمها ديو مع إيلي الراعي، الذي كانت له أيضاً محطة مع تقليد بعض السياسيين.
وفي ختام الأمسية، أهدى الأب أنطوني قزي كل من هلا المر وإيلي الراعي وداليا فريفر أيقونة المسيح المعلّم.
موقع الفن كانت له هذه التصريحات الخاصة.
الأب أنطوني قزي قال: “أمنا مريم العذراء هي التي تجمعنا دائماً، وعيد ميلادها هو عيد مميز لنا كمسيحيين، لأنها استقبلت في أحشائها يسوع الذي هو الكلمة الإلهية، فهي كانت تتحضر يوماً بعد يوم لتكرّس حياتها لله. ميلادها هو ميلاد الأمومة، وهي تعلمنا كيف نصغي لصوت يسوع، لنستقبل هذه الكلمة دائماً في حياتنا”.
وأضاف: “نحتفل كل عام بعيد سيدة الحبل بها بلا دنس، ونقيم مهرجاناً للمناسبة، وهذا العام شعار المهرجان هو “معنى الحياة” مع إعلان قداسة البابا فرنسيس الراحل، هذا العام يوبيل الرجاء، فإنطلاقاً من هذا العنوان، نحن تأملنا في شعار “معنى الحياة”، لأن الحياة الحقيقية تعاش بالرجاء، وليس هناك سوى يسوع الذي يعطي كل المعنى للحياة”.
الفنان المقلّد إيلي الراعي قال: “هذا عيد أم الإله، ونشكر الله على إختياره مريم العذراء لتكون والدة الرب يسوع، نطلب شفاعتها دائماً، وربما عندما تكون هناك أمور صعبة، ويكون الرب منشغلاً عنا، نلتجئ إلى والدته لأنه لا يرفض لها طلباً”.
وأضاف: “في إحدى المرات رسبت سيارتي في المعاينة الميكانيكية، وكان يجب عليّ التوجه لتصليحها، ولكني ركنت سيارتي خارجاً، وبقيت فيها وصليت الآبانا والسلام، وطلبت شفاعة العذراء مريم وقلت لها: “أرجوكِ، لا أريد أن أقع بين أيادي الميكانيكيين، أريد أن أدخل سيارتي مجدداً إلى المعاينة الميكانيكية من دون أن أصلحها، وأريدكِ أن تنجحيها، وليس لدي مشكلة في أن تتعطل بعد نجاحها في المعاينة الميكانيكية، فكان لي ما أردت، ونجحت سيارتي”.
المرنمة والفنانة والإعلامية داليا فريفر قالت: “لبنان تم تكريسه لقلب مريم الطاهر، لذلك إيماننا كبير بأن العذراء مريم تحمي لبنان، فتلقائياً أصلي بداية على نية لبنان، حتى نشهد قيامة حقيقية للبلد الذي خلقنا وكبرنا فيه، وطموحنا أن نراه يستمر أرضاً للقداسة ومنارة للشرق والغرب. أما على المستوى الشخصي، فتبقى هناك أمنيات خاصة في قلبي تعرفها العذراء مريم، وأشعر بالفعل أنها أم لي، وفي أماكن كثيرة من حياتي”.
وأضافت: “هناك اختبارات كثيرة لي لشفاعة العذراء مريم، أهمها زيارتي مرتين لميديوغوريه، وتم ذلك بشفاعتها، تم تقديم الزيارتين لي هدية ولم يكن ذلك صدفة. والأمر الثاني هو حين مررنا بظرف صعب جداً خلال مرض شقيقي، رأيت صورة العذراء مريم في منامي، ولا زال هذا الأمر يؤثر بي لغاية اليوم”.
رئيسة تحرير موقع الفن هلا المر قالت: “أطلب من مريم العذراء كونها أماً، أن ترحم كل أمهاتنا اللواتي أصبحنَ في السماء، وأن تحمي كل الأمهات اللبنانيات، خصوصاً وأن الكثير منهنَ فقدنَ أولادهنَ في الحرب وإنفجار المرفأ وكورونا، فالأم اللبنانية تعذبت وذرفت الكثير من الدموع، لذلك أطلب من العذراء مريم، أن تحتضنها لتعيش الفرح في حياتها”.
وأضافت: “لدي عدة شفاعات في حياتي لمريم العذراء، منها أنه في إحدى المرات كانت حرارة جسم شقيقتي مرتفعة جداً، وكانت والدتنا قد توفيت وكنت حينها صغيرة في السن، لم أكن أدرك ما يجب أن أفعله، فطلبت شفاعة عذراء الصوفانية وصليت، وبعدها إنخفضت حرارة جسم شقيقتي”.
وختمت: “عندما تم تكريس لبنان لقلب مريم الطاهر، قلت في نفسي “لماذا لا أكرّس قلبي لقلب مريم الطاهر، وأبدأ بتغير نفسي في بعض الأمور التي تزعج الناس أو لا تفيدهم؟”