يعمل فريق من العلماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) على تطوير لقاح جديد لمكافحة مرض السل، في خطوة قد تمثّل تحولاً كبيراً في مواجهة واحد من أكثر الأمراض فتكاً وانتشاراً حول العالم.
وبحسب تقارير علمية حديثة، أصيب في عام 2023 نحو 10.8 ملايين شخص بمرض السل، وتُوفّي أكثر من 1.25 مليون، رغم مرور أكثر من قرن على استخدام لقاح بي سي جي (BCG) الذي طُوّر عام 1921. وعلى الرغم من فاعليته لدى الأطفال، فإن هذا اللقاح أثبت محدوديته في حماية البالغين، خاصة في الدول ذات معدلات الإصابة العالية، ما جعل الحاجة ملحّة لتطوير بدائل أكثر دقة وكفاءة.
اللقاح الجديد يعتمد على بروتينات تنتجها بكتيريا السل نفسها، إذ قام الباحثون بإصابة خلايا مناعية تُعرف باسم الخلايا البلعمية بالبكتيريا المسببة للمرض، ثم قاموا بعزل بروتينات محددة من سطحها وتحديد سلاسل قصيرة من الأحماض الأمينية قادرة على تحفيز استجابة قوية من الخلايا التائية، وهي الخلايا المسؤولة عن تدمير مسببات العدوى داخل الجسم.
ويرى العلماء أن دمج مجموعة من هذه البروتينات في لقاح واحد قد يوفر مناعة أكثر شمولاً واستمرارية، حتى لدى من سبق لهم الإصابة بالعدوى، مما يفتح باب الأمل في تقليص أعداد الإصابات والوفيات بشكل ملموس.
ويؤكد الباحثون أن الهدف من هذه التجارب هو الوصول إلى لقاح يُحدث استجابة مناعية نوعية ودائمة ضد السل، وهو ما قد يشكل أول تقدّم حقيقي في هذا المجال منذ قرن كامل.
ويراهن المجتمع العلمي على أن النتائج المنتظرة من هذا المشروع ستقود إلى مرحلة جديدة في الوقاية من الأمراض المعدية، وتعيد رسم مستقبل مكافحة أحد أقدم أعداء البشرية.
