أعلن عالم الحاسوب الأميركي ومهندس “غوغل”، راي كرزويل، عن مجموعة من التوقعات المثيرة لمستقبل البشرية والتكنولوجيا، وذلك في كتابه الجديد “التفرّد أقرب” (The Singularity is Nearer).
ويشتهر كرزويل بتنبؤاته الدقيقة في الماضي، مثل انتشار الهواتف الذكية وقدرة الحواسيب على هزيمة الإنسان في الشطرنج.
وفي أحدث رؤاه، يرى كرزويل أن البشر سيبدأون بالاندماج مع الذكاء الاصطناعي ليصبحوا “سايبورغ” خالدين بحلول عام 2045، مع ربط عقولهم مباشرة بالسحابة الإلكترونية، ما سيضاعف قدراتهم العقلية ملايين المرات. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي لن يكون منافسًا للبشر، بل امتدادًا لهم يعزز من قدراتهم الإدراكية.
كما كشف كرزويل عن مشروع شخصي يسعى من خلاله إلى إحياء والده المتوفى، عبر تحميل بيانات رسائله ومؤلفاته الموسيقية إلى أنظمة ذكاء اصطناعي تحاكي شخصيته، في خطوة تواكب رؤيته لإمكانية إعادة بناء الوعي البشري رقمياً.
ويتوقع أيضًا أن تصبح الحياة أكثر رفاهية وأقل تكلفة بفضل الروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد، التي ستتمكّن من بناء المباني الضخمة بكلفة منخفضة خلال الثلاثينيات من هذا القرن.
تباينت ردود الفعل على توقعات كرزويل؛ فبينما اعتبره البعض رؤيويًا متفائلًا، أشاد آخرون بدقّة بعض تنبؤاته السابقة، مشيرين إلى أنه يخطئ أحيانًا في توقيت تحققها. بالمقابل، حذّر خبراء مثل يوفال نوح هراري من أن هذه التحولات قد تمثل “نهاية التاريخ البشري” كما نعرفه، مع تفاقم الأزمات العالمية والتحديات المناخية والاجتماعية.
ويبقى السؤال الأبرز: هل ستصبح رؤى كرزويل حول التفرّد التكنولوجي واقعًا حقيقيًا أم مجرد سيناريو مستقبلي بعيد؟