أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثو مايكروسوفت أن الطفرة السريعة في تقنيات الذكاء الاصطناعي قد تعيد تشكيل سوق العمل بشكل جذري خلال السنوات المقبلة، مع تهديد مباشر لملايين الوظائف التقليدية في الولايات المتحدة.
الدراسة، التي اعتمدت على تحليل أكثر من 200 ألف محادثة عبر أداة Bing Copilot، أوضحت أن المهن الأكثر عرضة للأتمتة تشمل: المترجمون الفوريون، المحررون، موظفو خدمة العملاء، بعض اختصاصيي المبيعات، ومضيفو الرحلات. وتشير التقديرات إلى أن نحو 8.4 مليون وظيفة قد تتأثر بشكل مباشر.
في المقابل، بيّنت النتائج أن المهن التي تتطلب مهارات تقنية متخصصة أو أعمالاً يدوية دقيقة ستظل بعيدة نسبياً عن دائرة الخطر، مثل: مشغلي المعدات الثقيلة، مهندسي السفن، المشرفين على مكافحة الحرائق، بالإضافة إلى تخصصات طبية دقيقة كجراحة الفم ومساعدي الجراحين.
ورغم حجم التهديد، شدد الباحثون على أن الذكاء الاصطناعي قد لا يستبدل هذه المهن بالكامل، بل سيغير طريقة أدائها، إما عبر زيادة الكفاءة والإنتاجية أو عبر تقليل الحاجة إلى أعداد كبيرة من العاملين.
وفي تعليق موازٍ، حذّر خبير الذكاء الإصطناعي كاي فو لي من أن نصف الوظائف الحالية حول العالم قد تتأثر في غضون 15 عاماً، مشيراً إلى ضرورة الاستثمار في إعادة تدريب القوى العاملة. وأكد أن الذكاء الاصطناعي ما يزال عاجزاً عن محاكاة مجالات أساسية مثل الابتكار، والتخطيط الاستراتيجي، والتفاعل الإنساني العاطفي، وهي مساحات ستبقى حكراً على القدرات البشرية.
الدراسة لفتت أيضاً إلى أن العالم يقف على أعتاب ثورة صناعية جديدة، ما يستدعي سياسات توازن بين تسارع الأتمتة وحماية حقوق العاملين، مع التركيز على تطوير مهارات يصعب على الآلة تقليدها أو الاستحواذ عليها.