وليد العلايلي، الممثل اللبناني الشهير الذي تميّز بحضوره اللافت على خشبة المسرح وفي الأعمال الدرامية والتلفزيونية في لبنان والعالم العربي، وقد ترك أثرًا بارزًا من خلال مشاركاته الفنية منذ أواخر التسعينيات. رحل وليد العلايلي عن عالمنا تاركاً أرشيفاً كبيراً ومحبة الجمهور له والصيت الحسن.
نبذة عن حياته
وُلد وليد العلايلي لعائلة لبنانية-سويسرية، من أب طبيب معروف في مجاله وهو الدكتور عبد الكريم العلايلي والذي اشتهر بلقب “طبيب الفقراء”، ووالدته السويسرية روث روز ماري هاكي، وله شقيقان مازن ورياض. أمضى وليد جزءًا من حياته في سويسرا أثناء الحرب اللبنانية قبل عودته إلى لبنان في منتصف التسعينيات. توفي والده في عام 2021 كما أن والدته متوفاة، وشقيقه الدكتور رياض أيضًا.
تعليمه
تلقى وليد العلايلي تعليمه الثانوي في مدرسة الليسيه الفرنسية-اللبنانية في بيروت، ثم درس الهندسة المدنية في المدرسة المتعددة التقنيات في لوزان، وحصل على شهادة دراسات إدارة الأعمال من HEC في لوزان، كما نال دبلوم في القانون من كلية الحقوق في لوزان.
في عام 1984 تابع الدراسة في المركز الدرامي لنظام ستانسلافسكي – لوزان، ودرس التمثيل في مدرسة جان-بول فيويان للسينما في باريس. في عام 1986 دخل معهد لي ستراسبيرغ للمسرح في هوليوود، لوس أنجلوس، الولايات المتحدة، وستوديو الممثلين في هوليوود.
أتقن وليد العلايلي 5 لغات هي العربية، الفرنسية، الإنجليزية، الإيطالية والألمانية.
مسيرته الفنية
مسيرة وليد العلايلي الفنية طويلة ومنوعة، شملت التلفزيون والسينما والمسرح. بدأ مسيرته عام 1999 من خلال مسلسل “إيسار”، وشارك في عشرات المسلسلات، نذكر منها “محرومين”، “روبي”، “الشحرورة”، “تحت الأرض”، “فاميليا” ،”إبنة المعلم”، “صلاح الدين الأيوبي”، “بوابة القدس”، “عرابة بيروت”، “خمسة ونص”، “بيروت سيتي”، “الحرام”، “العائدة”، و”التغريبة الفلسطينية” مع المخرج الراحل حاتم علي، ومسلسل “بوابة القدس” الذي حقق لـ وليد العلايلي نجاحًا لافتًا. أما على صعيد السينما، فقد شارك في أفلام “فرح”، “تلتت”، “أبو رياض مين قدّو؟”، “The Valley of Tears”، “From My Window / Without a Home”، و”Un homme perdu” وغيرها.
كما كان لـ وليد العلايلي حضور بارز على خشبة المسرح، من خلال العديد من المسرحيات، نذكر منها “أنيس وموريس”، “بنت الجبل”، “طريق الشمس”، و”الفجر”، وقد ترك الممثل الراحل بصمة مميزة في المسرح والتلفزيون والسينما، مبرزاً موهبته وإسهاماته الفنية المتنوعة.
ضد الزواج ومع المساكنة
في عام 2013، صرّح وليد العلايلي بأنه ضدّ فكرة الزواج من شريكة تمتهن مهنة الرجل ذاتها، وقال: “قد لا تجري الأمور كما يجب، والسبب الأكبر غياب بُعد النظر واحتدام الغيرة التي ستصيب حتماً أحد الطرفين إن لم يكن كليهما”.
وتحدث وقتها عن رؤيته للزواج، خصوصًا أنه تزوج لأول مرة خلال إقامته في الدول الأوروبية وله إبنان يعيشان مع زوجته في سويسرا، وقال في حديث لمجلة “ألوان”: “رؤيتي للزواج هي رؤية كونية .. الزواج ليس مسألة جنسية، إنه مسالة مَن هي تلك التي تستوعب مزاج الفنان، والأهم هو الحب والاحساس”. وتابع أنه لو عاد الخيار له لما كان تزوج، وأضاف: “أنا مع المساكنة 100 بالمئة، فلو كان الأمر عائداً لي لما كنت تزوجت، لكنت فضّلت المساكنة مع المرأة التي أحب من دون زواج، غير أن العادات الإجتماعية في بلدنا لا تسمح بذلك”.
في مقابلة ثانية مع الإعلامية وفاء الشدياق، كشف وليد العلايلي أنه تزوج مرة ثانية من سيدة تدعى جوسلين، لكن يبدو أن هذا الزواج لم يستمر، إذ غاب اسمها عن ورقة النعوة الخاصة به.
مشاركته في برنامج رقص النجوم
في عام 2012، شارك وليد العلايلي في برنامج Dancing with the stars – رقص النجوم، وخرج من المسابقة في الحلقة الثالثة بعدما قدم عدة لوحات راقصة متعددة مع الراقصة ساندرا إيليا، ووصف رقصه بأنه مثله Gentleman.
وفاة
توفي وليد العلايلي في 20 كانون الأول/ديسمبر 2025 عن عمر ناهز 65 عامًا، بعد معاناة صحية في الفترة الأخيرة، ما أثار حزنًا واسعًا في الوسط الفني اللبناني والعربي. مرّ الممثل الراحل بمرحلة صحية دقيقة، رافقتها ظروف إنسانية قاسية في أيامه الأخيرة، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة في بيروت، وسط موجة تعاطف واسعة مع مسيرته الفنية ونهجه الإنساني.
نعاه عدد كبير من زملائه ومحبيه، وأشادوا بإسهاماته الفنية وأدواره المميزة التي تركت أثرًا في الدراما اللبنانية، على رأسهم نقيب ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون في لبنان نعمة بدوي الذي كتب في منشور: “وليد العلايلي، وداعًا، فقدنا زميلًا عزيزًا على قلوبنا جميعًا، نجمًا مبدعًا، مثقفًا، وعالميًا، ترك أثرًا مهمًا في مسيرته الفنية”.
وأضاف: “باسمي وباسم نقابة الممثلين في لبنان، أنعى إليكم زميلنا الفنان وليد العلايلي، وأتقدّم من عائلته ومحبيه والوسط الفني بأحرّ وأصدق التعازي، سائلًا المولى عزّ وجل أن يتغمّده بواسع رحمته”.
