في الجزء الثاني من فيلم الأكشن الفنلندي Sisu: Road to Revenge، يواصل المخرج جالماري هيلاندر تحطيم القواعد المعتادة للسينما الحربية، ويقدم عملاً لا يقل جنوناً ولا إثارة عن الجزء الأول.
هنا، لا يعود آتامي كوربي لمحاربة النازيين، بل يجد نفسه في مواجهة دموية مع الجيش الأحمر، ليثبت مرة جديدة أنه “الرجل الذي لا يموت”.
قوة السيناريو تكمن في بساطته المتوحشة: رجل يسعى للسلام، يقابل وحشية لا تعرف الرحمة، و هذا التوازن بين الصمت والعنف هو ما يصنع إيقاع الفيلم المتسارع، حيث تستبدل الحوارات بالطلقات والتعبير بالدماء.
هيلاندر، الذي يتقن اللعب على حدود الواقعية والمبالغة، يخلق عالماً بصرياً شديد التماسك، مستعينا بلغة إخراجية أشبه بقصيدة مغموسة في البارود، تضج بالحركة دون أن تفقد هدفها الأساسي: الإنتقام.
يورما توميلا، في دور كوربي، يقدم أداءً صارخًا في هدوئه، هو ليس بطلاً ناطقاً، بل تجسيد حي للعزيمة والألم، فملامحه التي لا تتغير كثيراً تُخفي خلفها روحاً محطمة، لا تقاتل من أجل المجد، بل من أجل استعادة شيء من الكرامة والعدالة.
توميلا يقنعك أنك أمام أسطورة تمشي على الأرض، أو فوق جثث خصومها.
الشر في الفيلم مرسوم بدقة أيضا، مع ستيفن لانغ وريتشارد بريك في أدوار الشر الخالص، ما يعزز من درامية المواجهة ويضفي ثقلاً على كل لحظة صراع.
Road to Revenge ليس فيلماً معقدًا، لكنه يعرف تماما ما يقدمه: أكشن نقي، مشبع بالرمزية، واحتفال بالسينما التي لا تخجل من غرابتها.