في “Kiss of the Spider Woman”، لا تقدم جنيفر لوبيز مجرد عرض استعراضي، بل تنسج، مع المخرج بيل كوندون، عملاً فنياً يرقص بين الحلم والواقع، بين السياسة والعاطفة، في توليفة بصرية موسيقية تحاكي زمن هوليوود الذهبي.
الفيلم، المقتبس من رواية مانويل بويج، لا يكتفي بإعادة سرد القصة، بل يعيد تشكيلها بلغة سينمائية معاصرة تحتفي بالتنوع وتنتصر للحب. تقدم لوبيز دوراً مركّباً، يؤدي فيه الجسد والأزياء والغناء دور البطولة إلى جانب النص، فتغني وترقص وتؤدي بصدق متوهج رغم الأزياء الثقيلة ومشاهد الأداء المتواصلة.
هي لا تلعب دوراً فقط، بل تنتج وتُشرف وتراقب تفاصيل العمل، مؤكدة أن اسمها خلف الكاميرا لا يقل أهمية عن وجودها أمامها.
أما النجم الصاعد توناتيوه، فيجسد شخصية “مولينا” بروح شفافة، تكسر الصور النمطية وتمنح المشاهد فرصة نادرة لمعاينة الهشاشة الإنسانية في وجه السجن والقمع.
التحوّل الجسدي الذي خضع له يوازي التحوّل النفسي الذي مر به للدور، ما أضفى على الشخصية عمقاً إنسانياً مؤثراً.
إخراج كوندون ينبض بأصالة المدرسة الكلاسيكية، حيث اللقطات الطويلة تحترم أداء الممثل، والتصوير يغرق في الألوان لاختراق الجمود البصري السائد. الفيلم ليس مجرد عرض غنائي، بل خطاب سينمائي يُشبه بيان حب، نُسِجَ بدقة ليكون تجربة بصرية ووجدانية تحتفي بالحرية، وتُطالب بمكان للآخر، المختلف، في قلب الصورة.
باختصار، Kiss of the Spider Woman ليس فيلماً… بل أغنية حرّة على هيئة شريط سينمائي.