مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تشهد أسعار الأضاحي في مصر استقراراً نسبياً، وسط حالة من الركود النسبي أيضاً في عملية البيع والشراء، بالتزامن مع تأثير الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات التضخم على القدرة الشرائية للمواطنين.
يتزامن ذلك مع الجهود المبذولة من قبل الحكومة المصرية من أجل ضبط الأسعار وتوفير اللحوم بأسعار “معقولة” للمواطنين، ولا سيما مع الاعتماد بشكل أساسي على اللحوم المستوردة من الخارج في ظل عدم كفاية الإنتاج المحلي لتغطية الاستهلاك الداخلي.
تضمنت تلك الجهود أخيراً طرح 20 ألف رأس ماشية طازجة بالمنافذ المخصصة، علاوة على طرح كميات مناسبة من اللحوم في المنافذ التابعة للوزارات المعنيّة بأسعار مناسبة للمواطنين لإحداث التوازن في السوق.
وبرغم تحرك أسعار السلع في مصر نسبياً، إلا أنها لا تزال عند مستويات مرتفعة تضفي مزيداً من التحديات على كاهل المواطنين، لا سيما فيما يتعلق بالمواد الغذائية الأساسية.
ويشار إلى أن الرقم القياسي العام لأسعار المستهلكين للحضر، الذي أعلنه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في 9 مايو 2024، سجل معدلاً شهرياً بلغ 1.1 بالمئة في أبريل 2024 مقابل معدلاً بلغ 1.7 بالمئة في ذات الشهر من العام السابق ومعدلاً شهرياً بلغ 1.0 بالمئة في مارس 2024. كما سجل المعدل السنوي للتضخم العام 32.5 بالمئة في أبريل 2024 مقابل 33.3 بالمئة في مارس 2024. وأرجع الجهاز هذا التراجع إلى تراجع مجموعة من السلع، من بينها أسعار اللحوم والدواجن بنسبة 1.8 بالمئة.
تأثير سعر الصرف على أسعار اللحوم
من جانبه، قال رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، هيثم عبد الباسط في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن أسعار اللحوم ارتفعت مقارنة بالعام الماضي، خاصة في ظل اعتماد مصر على الاستيراد بنسبة 60 بالمئة، وذلك في صورة عجول واردة من “كولومبيا والبرازيل” من قبل كبار المربيين، كما يتم استيراد عجول من “جيبوتي والسودان” ويتم طرحها في الشركة القابضة بـ285 جنيهاً للكيلو، لافتاً إلى أن مصر دولة غير منتجة للحوم بشكل كافي، حيث يبلغ إنتاجها نحو 40 بالمئة فقط من الاستهلاك المحلي.
وأكد عبد الباسط أن تحرير سعر الصرف “تعويم الجنيه” الذي شهدته مصر مؤخراً، بجانب ارتفاع أسعار الدولار، وصعود أسعار الأعلاف، عوامل أسهمت في ارتفاع الأسعار بشكل عام واللحوم بشكل خاص.
وتابع: كان من الضروري أن يخفض كبار المربيين وليس أصحاب المحال، في أسعار العجول وذلك على خلفية استقرار أسعار الأعلاف والافراج الجمركي، علاوة على تراجع أسعار مستلزمات الإنتاج، خاصة أنهم المتحكمين في السعر.
وأوضح أن الأسر المصرية تعاني من أزمات اقتصادية كبيرة، لاسيما الفجوة الكبيرة بين المرتبات والأسعار، مشدداً على ضرورة مراعاة البعد الاجتماعي للأسر المصرية.
يشار إلى أنه في يناير الماضي، كانت وزارة الزراعة المصرية قد أعلنت الموافقة على استيراد 154500 رأس منهم 34500 رأس عجول للذبيح الفورى من بعض الدول الإفريقية الشقيقة، بالإضافة إلى 120 ألف رأس عجول للتربيه والتسمين وذلك من مناشئ متعددة، وذلك من أجل شهر رمضان والعيدين (الفطر والأضحى).
وكشف وزير التموين والتجارة الداخلية في مصر، علي المصيلحي، مطلع الأسبوع الجاري، عن طرح 20 ألف رأس ماشية طازجة (مستوردة بمعرفة الشركة المصرية السودانية)، بمنافذ التوزيع (1500 منفذ متنوع ما بين المجمعات الاستهلاكية والشوادر والسيارات المتنقلة)، مع قرب حلول عيد الأضحى.
قائمة أسعار الأضاحي في مصر
من جانبه، قال نائب رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، مصطفى وهبة، إن المعروض من اللحوم بكافة أنواعها في الأسواق أكثر من المطلوب؛ فنظراً لتراجع القوة الشرائية نتيجة ارتفاع الأسعار “الإقبال كاد يكون معدوما” حسب وصفه، مضيفاً: المواطنون وجهوا مواردهم لأولويات أخرى في “التعليم والصحة ومتطلبات الحياة”، خاصة في ظل الارتفاع المتزايد في الأسعار كافة.
وأشار في حديثه مع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إلى أن
- سعر “العجول الجاموسي” الذكر قائم يتراوح بين 150 إلى 160 جنيهاً للكيلو الواحد.
- يتراوح سعر كيلو اللحوم البلدية “عجل بقري حر ممتاز” بين 400 – 450 جنيهاً، وهو الأعلى سعراً في السوق.
- متوسط سعر الخروف البرقي القائم بين 220 جنيهاً للكيلو.
- يتراوح سعر كيلو “عجول كولومبي” بين 350 إلى 400 جنيهاً للكيلو.
- يتراوح سعر العجول البقري قائم بين 175 إلى 190 جنيهاً للكيلو الواحد، حسب التصافي.
- يتراوح سعر الخروف البلدي قائم بين 180 إلى 200 جنيهاً للكيلو الوحد، حسب الوزن والتصافي.
- سجلت أسعار البقر قائم “البقر كبير السن”، نحو250 جنيهاً للكيلو الواحد.
- العجل البقري “صغير السن” المصرح بذبحه يصل إلى 400 جنيهاً للكيلو، فكلما قل وزن العجل كلما زاد سعر الكيلو قائم.
وفي سياق متصل، أكد أن منافذ وزارة الزراعة وجمعيات “نيو ماركت وشركة الأهرام” تعرض “لحوم سوداني وجيبوتي”، وهذه المنافذ أسهمت في توازن السوق، وتخفيف الضغط عن سلعة بعينها.
ونقلت تقارير محلية عن عدد من مسؤولي منظومة إنتاج وتوزيع اللحوم، تأكيداتهم على توافر جميع أنواع اللحوم البلدية والحية والمستوردة من العجول والخراف، بتخفيضات تصل إلى 30 بالمئة، قبيل حلول عيد الأضحى المبارك، ولا سيما مع إقامة أجهزة الدولة المعنية عددًا من المنافذ لتوفير هذه اللحوم.
ضعف الطلب
وأوضح وهبة أن معدلات الأضحية تراجعت بنسبة كبيرة خلال العام الماضي 2023، بسبب ضعف الموارد، فالمواطن أصبح يُرشد استهلاكه لـ “الطعام والشراب”، خاصة بعدما وصل كيلو اللحوم الحمراء في العام الماضي بين 350 إلى 370 جنيهاً.
كما أكد نائب رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية أن كيلو “اللحوم السوداني” سجل في رمضان 2023 نحو 250 جنيهاً، وارتفع بعد ذلك ليصل إلى 285 جنيهاً، ويضاف إليه نحو 150 غراماً من الدهن، ويبلغ كيلو اللحم الصافي منها نحو 330 جنيهاً للمستهلك، ورغم ذلك يفضل كثير من المستهلكين بعض هذه المنافذ كمصدر موثوق فيه، إلى جانب انخفاض أسعارها عن السوق.
وفيما يخص أسعار الأعلاف، أضاف نائب رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، أنها تمثل ثلث سعر اللحوم فقط، موضحاً أن ارتفاع أسعار اللحوم، ليس مرتبطاً بأسعار الأعلاف فحسب؛ بل بعوامل عدّة، أهمها: مستلزمات الإنتاج، من “عمالة ومياه ونقل وكهرباء وتكاليف التراخيص والضرائب والتأمينات” وغيرها من العوامل التي تؤثر على ارتفاع الأسعار.
واستكمل: “في حالة ثبات أسعار الأعلاف من الممكن أن تتراجع أسعار اللحوم في الأسواق”، مشدداً على ضرورة عودة التوسع في زراعة الأعلاف داخل مصر، حتى لا يتم استيرادها من الخارج بالعملة الصعبة، وتشجيع تربية المواشي، خاصة أن ارتفاع سعر الدولار ينعكس بشكل مباشراً على الأسعار في مصر.