يُعد الأرز سلعة استراتيجية رئيسية في مصر، وقد شهدت أسعاره قفزات واسعة في الفترة الأخيرة، وهو ما زاد من ضغوط غلاء المعيشة على الأسر التي تعتمد عليه بشكل أساسي ضمن وجباتها الغذائية.. إلا أن الأسابيع المقبلة قد تحمل “بشرى سارة للمصريين”.
مع دخول موسم الحصاد السنوي (في 15 أغسطس من كل عام) وزيادة المعروض، فإن أسعار الأرز يُتوقع أن تُسجل انخفاضاً قياسياً بالأسواق في الفترة المقبلة بعد الاضطرابات التي شهدتها في الشهور الأخيرة.
تتراوح أسعار الأرز الأبيض السائب في مصر حالياً من 20 جنيهاً (0.65 دولار) إلى 27 جنيهاً (0.87 دولار)، بينما الأرز المعبأ فيبدأ من 30 جنيهاً (0.97 دولار) إلى 35 جنيهاً (1.13 دولار) على حسب الجودة ونسبة الكسر والشركة المصنعة.
تمثل تلك الأسعار مستويات مرتفعة، وذلك بعد فترة عانت فيها السوق من نقص بعض الأصناف وبما أدى لزيادات قياسية قبل استقرار الأسعار نسبياً في حدود المستويات المذكورة.
ومن المرجح أن تتراجع الأسعار بشكل واسع في المرحلة المقبلة، طبقاً لما يؤكده مصدران مختصان تحدث معهما موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، قالا إن التراجعات قد تصل لعشرة جنيهات للكيلو الواحد بعد موسم الحصاد.
الحدود السعرية المتوقعة
يقول نقيب عام الفلاحين، حسين أبوصدام، لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إن ثمة عديداً من العوامل التي تدفع لانخفاض أسعار الأرز في مصر في الأسابيع المقبلة، وهي كالتالي:
– حلول موسم حصاد الأرز في الفترة المقبلة في التسع محافظات التي تزرع الأرز.
– توافر كميات كبيرة من الأرز المستورد.
– توافر كميات كبيرة من الأرز من العام الماضي داخل المضارب.
– زيادة المساحة المزروعة من الأرز هذا العام مقارنة بالعام الماضي.
ويضيف: “خلال الـ 20 يوماً المقبلين في المتوسط سيكون هناك حصاد لمحصول الأرز في الموسم الجديد، بمعدلات أعلى من الموسم السابق؛ ذلك أن المساحة المزروعة هذا العام أكثر من العام الماضي بحوالي 500 ألف فدان، بواقع مليون و600 ألف فدان هذا العام مقابل مليون و100 ألف فدان العام الماضي“.
ويُقدر نقيب عام الفلاحين في مصر، معدلات التراجع بأسعار الأرز على النحو التالي:
– يُتوقع أن يصل سعر طن أرز الشعير إلى 10 آلاف جنيه، بما يعادل 323.36 دولار، (يُباع حالياً في حدود 12.700 لأرز الشعير الرفيع، و13.800 لأرز الشعير العريض).
– يُتوقع أن يصل طن الأرز الأبيض إلى نحو 17 ألف جنيه (549.72 دولار).
– لن يزيد سعر كيلو الأرز للمستهلك عن 20 جنيهاً (بالنسبة للأرز أعلى درجة 3 بالمئة كسر).
ويشير أبوصدام إلى أنه لا تزال هناك كميات متوافرة من الأرز الهندي -قبل وقف الهند التصدير- علاوة على أن بعض التجار كانوا يخزنون بعض الكميات، كما أن لدى الدولة مخزوناً استراتيجياً يكفي الحاجة المحلية.
ويضيف: “بعد فترة من 10 إلى 15 يوماً سوف يبدأ موسم حصاد الأرز المبكر في كفر الشيخ (شمال مصر)، وبعدها بحوالي 10 أو 15 يوماً آخرين يبدأ الحصاد في باقي المحافظات المعروفة التي تزرع الأرز (الإسكندرية والبحيرة والغربية والدقهلية ودمياط والشرقية والإسماعيلية وبورسعيد)“.
ويختتم نقيب عام الفلاحين في مصر حديثه لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، بقوله: “هذا العام لن نكون بحاجة إلى الاستيراد”، مشيراً إلى أن وقف الهند التصدير لن يؤثر على السوق المصرية، إلا بشكل غير مباشر حال ارتفعت أسعار المواد الغذائية البديلة بما يشكل زيادة لاستهلاك الأرز.
وكانت أسعار الأرز الحر قد انخفضت بمعدل 2.6 بالمئة، لتسهم بنسبة سالبة قدرها 0.05 نقطة مئوية في المعدل الشهري للتضخم العام في شهر يونيو، طبقاً لأحدث البيانات المتوافرة من جانب البنك المركزي المصري.
ويبلغ حجم إنتاج مصر السنوي من الأرز حوالي أربعة ملايين طن، بما يغطي الاستهلاك المحلي الذي يصل إلى حوالي 3.2 مليون طن.
وكان وزير الموارد المائية والري، الدكتور هاني سويلم، قد ذكر في وقت سابق الشهر الماضي، خلال تفقده بحر شبين وبحر تيرة لمتابعة حالة الرى والمشروعات ومدى توافر المياه بجميع الترع بنطاق محافظة الدقهلية (شمال القاهرة)، أنه تمت زراعة مليون و600 ألف فدان بمحصول الأرز هذا العام، وهو ما يمثل نسبة 70 بالمئة تقريباً من إجمالي المساحة المنزرعة في البلاد لتلبية احتياجات المواطنين من الأرز وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
الأسعار بدأت في التراجع
من جانبه، يشير رئيس شعبة الأرز باتحاد الصناعات في مصر، رجب شحاتة، لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إلى أنه بينما يدخل موسم الحصاد الجديد في المحافظات التسع التي تزرع الأرز فإن الأسعار يُتوقع بشكل بديهي أن تتجه إلى مواصلة الانخفاض الذي بدأ عملياً أخيراً، إلا إذا حدث شيء غير طبيعي.
ويتابع: “الانخفاض حدث مقدماً ويُتوقع المزيد من الانخفاض في الأسعار خلال الفترة المقبلة.. كان كيلو الشعير من 20 و20.5 جنيه واليوم بـ 13 جنيهاً (بالنسبة للعريض) وكان من 19 و19.5 جنيه واليوم من 11.5 إلى 12 جنيهاً (بالنسبة للرفيع)“.
ويستطرد: “هذا يعني أن الانخفاض بدأ يحدث فعلاً ويُتوقع المزيد من التراجع في الأسعار في الفترة المقبلة، ليصل كيلو أرز الشعير من 11 إلى 13 جنيهاً (حسب النوع)، والأرز الأبيض من المتوقع أن يصل إلى حدود ما بين 16 إلى 19 جنيهاً، حسب النوعية (عريض أو رفيع) وحسب الجودة (نسبة الكسر)”، مشيراً إلى أن الأسواق المصرية لن تتأثر بالقرار الهندي بحظر تصدير الأرز، لا سيما أن هناك نسبة كبيرة من الاكتفاء الذاتي.
وقررت الهند، التي تسهم بما يصل إلى 40 بالمئة من صادرات الأرز العالمية، الشهر الماضي بوقف أكبر فئة تصدرها من الأرز لخفض الأسعار المحلية، التي صعدت إلى أعلى مستوياتها في سنوات خلال الأسابيع الأخيرة، مع تهديد الطقس المتقلب للإنتاج.
ويذكر أنه على المستوى العالمي، اقترب مؤشر أسعار الأرز نحو أعلى مستوى في 12 عاما في شهر يوليو الماضي، طبقاً لأحدث البيانات الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، يوم الجمعة الماضي.
– قالت المنظمة إن مؤشرها لأسعار الأرز على أنواعه، الذي يقيس الأسعار في البلدان المصدرة الرئيسية، بلغ 129.7 نقطة في المتوسط في يوليو مقابل 126.2 نقطة في الشهر السابق.
– المؤشر ارتفع 20 بالمئة تقريبا في يوليو تموز من 108.4 نقطة العام الماضي وسجل أعلى مستوى منذ سبتمبر 2011.
– كما ارتفع مؤشر المنظمة لأسعار الأغذية العالمية في يوليو من أدنى مستوياته في عامين.
#مصر
#أسعار الأرز