اقتصاد الإمارات
بين تدفق الرساميل العالمية وازدهار الطلب العقاري، تؤكد الإمارات من جديد أنها مركز استقرار اقتصادي ومغناطيس استثماري في عالم يموج بالتقلبات.
في مشهد اقتصادي عالمي تتخلله التوترات الجيوسياسية، والانكماشات الدورية، تتألق الأسواق الإماراتية كقصة نجاح فريدة تُروى بالأرقام والثقة.
- 1.125 تريليون دولار هي القيمة السوقية التي وصلت إليها أسواق الأسهم الإماراتية، متقدمة على بورصات دولية عريقة مثل هونغ كونغ وميلانو ومدريد.
- الأداء الإيجابي هذا العام لم يكن مجرد ارتفاع رقمي، بل تعبير صريح عن ثقة رساميل عالمية في اقتصاد أثبت نضجه وقدرته على الصمود، حتى في أحلك الظروف.
بورصتا أبوظبي ودبي تتفوقان على وول ستريت وطوكيو
سجّل مؤشر سوق دبي المالي ارتفاعًا بنسبة 17 بالمئة منذ بداية العام، فيما ارتفع مؤشر أبوظبي المالي بنسبة 8 بالمئة، محققًا أفضل أداء له في ثلاث سنوات.
هذا التفوق لم يأتِ من فراغ، بل ارتكز إلى أساسيات اقتصادية صلبة، وسياسات مرنة ومبادرات حكومية استراتيجية، جعلت من الأسواق الإماراتية بيئة جاذبة للمستثمرين المحليين والدوليين.
وبحسب محمد علي ياسين، الرئيس التنفيذي لشركة “مزايا الغاف” لـ “لونيت” و خلال حديثه الى برنامج بزنس مع لبنى على سكاي نيوز عربية، فإن هذه الطفرة ليست فقط نتيجة لتحركات سعرية عابرة، بل “تصويت ثقة” عالمي حقيقي.
“الأسواق ترتفع لأن المستثمرين يضعون أموالهم، وهذا هو أعلى أشكال الثقة”، يؤكد ياسين، مشيرًا إلى أن الإمارات استطاعت إثبات متانتها رغم التذبذبات والحروب الإقليمية.
محمد علي ياسين: العالم أمام أزمات قابلة للانفجار في أي وقت
سياسات ما بعد كوفيد: رؤية اقتصادية ترسخت بالنتائج
بعد جائحة كوفيد-19، تبنّت الإمارات توجهًا واضحًا لتحويل الأسواق المالية إلى “مرآة صادقة للاقتصاد المحلي”، عبر:
- دعم الاكتتابات العامة الأولية (IPOs) وتحفيز تنويع الشركات المدرجة.
- تعزيز الحضور الخارجي لبورصات الدولة من خلال اتفاقيات استراتيجية دولية.
- توسيع قاعدة المستثمرين وتعميق السوق من خلال تشجيع المؤسسات على الدخول.
وقد حققت هذه المبادرات نتائج ملموسة، منها نجاح اكتتابات مثل “ألفا داتا” و”دوباي ريت”، إضافة إلى عوائد مجزية في قطاع صناديق الاستثمار العقاري، وصلت إلى 7.5 بالمئة.
عقارات الإمارات: عوائد تتفوق على نيويورك وباريس
إلى جانب أسواق المال، يواصل القطاع العقاري الإماراتي تسجيل أرقام لافتة في الطلب والعوائد. إذ تتفوق العوائد العقارية في الإمارات اليوم على تلك المسجلة في مدن عالمية كبرى مثل لندن، باريس، نيويورك وهونغ كونغ، وفقًا لمصادر دولية مستقلة.
هذا الإقبال لم يكن نتيجة مضاربات فوضوية، بل يعكس نموًا عضويًا في الطلب مدفوعًا بثلاثية الاستقرار: المالي، الأمني والاجتماعي.
تقول التحليلات إن الاختيار الاستراتيجي لدولة الإمارات كمحطة استثمارية وسكنية من قبل آلاف المستثمرين والمقيمين الجدد، يعزز من استدامة هذا النمو.
ويشرح ياسين قائلا:”الإمارات تضغط على جميع المفاتيح الصحيحة: بيئة آمنة، اقتصاد مرن، وجودة حياة عالية. وهذا ما يبحث عنه العالم اليوم”، مضيفًا أن الطلب يتنوع بين السكن والاستثمار، ما يجعل السوق أكثر توازنًا.
نظرة واقعية وتفاؤل محسوب
رغم الارتفاعات الكبيرة، يدعو ياسين إلى انتقاء الفرص بعناية، خصوصًا أن بعض الأسهم قفزت بنسبة 100 بالمئة دون محفزات جوهرية واضحة.
لكنه في الوقت نفسه يوضح أن العديد من الأسهم القيادية لا تزال تتداول عند مستويات جذابة مقارنة بالأسواق المتقدمة:
- مكررات الأرباح في بعض البنوك والشركات الكبرى لا تزال عند 12 إلى 14 مرة، مقابل 25 إلى 30 مرة في أمريكا.
- عوائد التوزيعات النقدية تفوق 5 بالمئة في قطاعات حيوية، ما يجعل السوق الإماراتي أكثر جذبًا للمستثمرين الباحثين عن دخل مستقر.
أسواق الإمارات تتفوق على بورصات عريقة
المستقبل؟ أكثر إشراقًا
المؤشرات الحالية ليست إلا بداية لمزيد من الزخم، خاصة مع:
- تواصل تدفق الاستثمارات الأجنبية.
- تحسّن التقييمات العالمية للاقتصاد الإماراتي.
- تعزيز مكانة الإمارات كمركز مالي عالمي بين الشرق والغرب.
ويرى ياسين أن الأسواق ستواصل الارتفاع مدعومة بالأساسيات، مع ضرورة الحفاظ على التوازن بين النمو والاحتواء.
الإمارات في موقع القيادة
وسط عالم يعاني من فقدان اليقين، تقدم الإمارات نموذجًا اقتصاديًا مستقرًا ومتينًا. أسواقها المالية تنمو بثقة، وقطاعها العقاري يجذب المستثمرين بعوائد عالية، فيما تمضي الحكومة قدمًا في تعزيز البنية التحتية للأسواق ودعم الشفافية.
المال لا يبحث فقط عن الربح، بل عن الأمان والاستدامة، والإمارات اليوم تقدم الثلاثة معًا.
هل اقترب العالم من أزمة عالمية؟