في خطوة تعكس التطورات الكبيرة التي تشهدها سوق التكنولوجيا الأميركية، ستنضم عملاقة الرقائق الإلكترونية “إنفيديا” إلى مؤشر داو جونز الصناعي، على حساب شركة “إنتل” التي تم استبعادها من المؤشر بعد أن حافظت على مكانها فيه لمدة 25 سنة، إذ كانت من بين أول شركتين تكنولوجيتين تدرجان بالمؤشر.
وقالت “ستاندرد آند بورز داو جونز” في بيان الجمعة، إن “إنفيديا” ستحل محل منافستها “إنتل” في مؤشر داو جونز الصناعي الذي يبلغ من العمر 128 عاما، قبل بدء التداول في يوم 8 نوفمبر. كما انضمت شركة “شيروين ويليامز” أيضا لتحل محل “داو إنك”.
ويرى مراقبون وخبراء أن هذه الخطوة تعكس الطفرة الكبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي والتحول الكبير في صناعة أشباه الموصلات، والتي قادت “إنفيديا” لهذا الصعود المذهل، لتزيح في طريقها شركة مرموقة مثل “إنتل” الشهيرة بالمعالجات.
وكانت “إنتل” انضمت لأول مرة إلى مؤشر داو جونز في عام 1999، وهو المؤشر الأقدم في العالم، ويضم أسهم 30 شركة فقط من الشركات الكبيرة والراسخة، ويتم ترجيحه بسعر الأسهم الفردية بدلاً من القيمة السوقية الإجمالية للشركات.
وكان مؤشر داو جونز الصناعي هو المؤشر الرئيسي الوحيد للأسهم في الولايات المتحدة الذي لم يضم “إنفيديا”، حتى الآن.
“إنفيديا” التي تقوم بتصميم وتطوير وتسويق معالجات الرسومات ثلاثية الأبعاد (3D) والبرامج ذات الصلة، شهدت طفرة نمو كبيرة في ظل الطلب الهائل على الرقائق التي يتم استخدامها في الأجهزة الإلكترونية المختلفة والمرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وبحسب بلومبرغ فإن سهم شركة “إنفيديا” ارتفع بنسبة 900 بالمئة في الأشهر الـ24 الماضية، لتغلق يوم الجمعة على قيمة سوقية بلغت 3.23 تريليون دولار، أي أقل بنحو 50 مليار دولار من شركة “أبل”، لتقترب من صدارة الشركات الأكثر قيمة في العالم مجددا إذا واصلت المكاسب يوم الاثنين.
في المقابل تكافح “إنتل”، التي خسرت 54 بالمئة من قيمتها السوقية هذا العام، من أجل اللحاق بسباق صناعة الرقائق الإلكترونية، وسط صعوبات قوية ومنافسة في التصنيع، وهي التي كانت رائدة في صناعة معالجات الكومبيوتر.
وبحسب ما ذكرته شبكة “سي إن بي سي” فإن شركة “إنفيديا” وضعت نفسها في موقف جيد يمهد لها بالانضمام إلى مؤشر داو جونز، عندما أعلنت في مايو الماضي عن تقسيم الأسهم بنسبة 10 مقابل 1 بما يسمح لها بأن تصبح جزءا من المؤشر الأميركي دون أن يكون لها وزن ثقيل للغاية.
وهذه هي المرة الثانية هذا العام التي يتم فيها تعديل في مكونات مؤشر داو جونز الصناعي، عندما حلت شركة أمازون في فبراير الماضي، محل شركة Walgreens Boots Alliance، وقبلها ظلت مكونات “داو” ثابتة منذ أغسطس 2020.
ومع إضافة “إنفيديا”، يصبح هناك أربع من شركات التكنولوجيا الست التي تزيد قيمتها على تريليون دولار بالمؤشر الصناعي.