ألقى الصراع المسلح في السودان الذي دخل في أسبوعه الرابع، بثمّة مخاوف على مستقبل تدفق النفط من جنوب السودان التي ليس لها منافذ بحرية، عبر خطوط الأنابيب إلى ميناء بورتسودان على البحر الأحمر.
وسبق أن قال وزير النفط في حكومة جنوب السودان، بوت كانغ شول، إن إنتاج النفط في بلاده يتدفق كالمعتاد رغم الصراع العنيف في السودان، حيث يتم تصدير الخام.
ويعتمد جنوب السودان، على خطوط الأنابيب التي تعبر السودان لنقل الخام لمسافة تزيد عن 1500 كيلومتر (932 ميلاً) من حقولها إلى ناقلات في البحر الأحمر، قبل تصديرها إلى الأسواق العالمية.
وأبقت “جوبا” الإنتاج عند مستوى 169141 برميلًا يوميًا، مع وضع خطط طوارئ للحفاظ عليه حال تصاعد الاشتباكات عمّا هيّ عليه الآن بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ويعد ملف النفط أحد القضايا الشائعة بين دولتي السودان وجنوب السودان، ليأتي الصراع الراهن ليزيد الطين بلّة عبر تهديد سلامة خط الأنابيب لحين توقف القتال بشكل دائم.
موقف الإنتاج
أكدت حكومة جنوب السودان، أن اشتباكات الخرطوم أدت إلى تباطؤ سلاسل التوريد المتدفقة جنوبا، كما أنها “أثرت بشكل طفيف” على تسليم المعدات والمواد الحيوية إلى حقول النفط، ويتم وضع خطط لاستخدام طرق بديلة أكثر أمانًا.
ويعتمد اقتصاد جنوب السودان على عائدات تصدير النفط بما يعادل 95 بالمئة، في الوقت الذي اعتبر مراقبون وخبراء نفط أن أي تهديد لتصدير إنتاج البلاد سيتسبب في أزمة كبرى بالبلد الأفريقي الذي يبلغ عدد سكانه قرابة 11 مليون نسمة.
وبموجب الاتفاق بينهما؛ تدفع جوبا للخرطوم رسوما مقابل عبور النفط الخام إلى الأسواق الدولية.
مستقبل الأزمة
بدوره، حدد الرئيس التنفيذي لمركز “كوروم للدراسات الاستراتيجية” في لندن، طارق الرفاعي، في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية”، تأثير الأزمة الراهنة في السودان على الأمان النفطي في جارتها الجنوبية، وكذلك مدى تأثر أسعار النفط على المدى القريب، بالقول إنه:
- انطلاقا من الحرب الجارية حالياً في السودان، لا أعتقد أن التهديد الخاص بموقف أنابيب النفط في جنوب السودان، سيؤثر على أسعار النفط بشكل عام
- تسعى جنوب السودان لإقرار خطط طوارئ وتشديد إجراءاتها لحماية أنابيب النفط في ظل اشتداد الصراع المُسلّح بالنظر لاعتمادها الكبير عليها في تسويق منتجاتها إلى العالم
- رأينا الكثير من هذه المشاهد في نيجيريا، وامتدت لانفجار أنابيب النفط وعدم الاستقرار في الإنتاج النفطي، لكننا لم نلاحظ تأثيرًا مباشرًا على أسعار النفط
- بالطبع هناك تحديات أكبر على سوق النفط عامة، ولا اعتبر ما نراه في السودان خطرًا كبيرًا على قطاع الطاقة
وسبق أن عطلت احتجاجات عام 2021 في شرق السودان، الصادرات من جنوب السودان.
وإزاء تلك التوترات المتعاقبة، قال مسؤولون في جنوب السودان، إنهم اشتروا أرضًا في جيبوتي لبناء محطة تصدير جديدة، كما تُعدّ الدولة جزءًا من شبكة نقل البضائع الإقليمية التي طال تأخُّرها، والتي بدأت في لامو على الساحل الكيني.