الرسوم غير مستدامة؟ تصريحات ترامب تهز المعادن الثمينة
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الرسوم الجمركية البالغة 100 بالمئة التي يعتزم فرضها على السلع القادمة من الصين لن تكون مستدامة لكنه حمل بكين مسؤولية الأزمة الأحدث في المحادثات التجارية بين البلدين والتي بدأت بتشديدها القيود على صادراتها من العناصر الأرضية النادرة.
وردا على سؤال عما إذا كانت هذه الرسوم المرتفعة مستدامة وما قد يفعله ذلك بالاقتصاد، أجاب ترامب “إنها ليست مستدامة، ولكن هذا هو الرقم”.
وقال في مقابلة أذاعتها شبكة فوكس بيزنس اليوم الجمعة “اضطروني للقيام بذلك”.
وكان ترامب قد كشف عن رسوم إضافية بنسبة 100 بالمئة على صادرات الصين المتجهة إلى الولايات المتحدة قبل أسبوع، فضلا عن فرض ضوابط جديدة على تصدير “جميع البرمجيات الحرجة” بحلول الأول من نوفمبر، أي قبل تسعة أيام من انتهاء مدة الإعفاء من الرسوم الجمركية الحالية.
المعادن الثمينة تدفع الثمن
تراجع سعر الذهب من أعلى مستوى على الإطلاق سجله اليوم الجمعة فوق 4300 دولار للأونصة بعد تصريحات ترامب.
ونزل الذهب في المعاملات الفورية بأكثر من 2 بالمئة إلى 4217 دولارا، بعدما لامس في وقت سابق من الجلسة مستوى غير مسبوق عند 4378.69 دولار، بينما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنحو 2 بالمئة إلى 4239.0 دولار، بحسب بيانات وكالة رويترز.
وحقق الذهب هذا الأسبوع مكاسب بلغت نحو 7.2 بالمئة. وفي وقت سابق من الجلسة، كان الذهب في طريقه لتحقيق أكبر مكاسبه منذ سبتمبر 2008 عندما دفع انهيار بنك ليمان براذرز لأزمة مالية عالمية.
وقلصت العقود الآجلة في وول ستريت خسائرها اليوم بعد تأكيد ترامب أنه سيجتمع مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، مما خفف من مخاوف المستثمرين إزاء تصاعد التوتر التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
وقال فؤاد رزاق زاده محلل السوق لدى سيتي إندكس وفوركس دوت كوم “ارتفعت مؤشرات الأسهم من أدنى مستوياتها على خلفية بعض التعليقات الإيجابية من دونالد ترامب… وقد شهدنا انخفاضا طفيفا في أسعار الذهب نتيجة لتلك التعليقات”.
وعبر عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) كريستوفر والر أمس الخميس عن دعمه لخفض آخر لأسعار الفائدة بسبب مخاوف سوق العمل. ويتوقع المستثمرون خفضا 25 نقطة أساس في اجتماع المجلس يومي 29 و30 أكتوبر، وخفضا آخر في ديسمبر كانون الأول.
وتجاوزت مكاسب الذهب 64 بالمئة منذ بداية العام مدفوعة بالتوتر الجيوسياسي والتكهنات القوية بخفض أسعار الفائدة وعمليات شراء من بنوك مركزية وتراجع الاعتماد على الدولار والتدفقات القوية لصناديق المؤشرات.
ورفع إتش.إس.بي.سي توقعاته لمتوسط سعر الذهب 100 دولار في 2025 إلى 3455 دولارا للأونصة، وتوقع أن يصل الذهب إلى 5000 دولار للأونصة في 2026 بسبب زيادة المخاطر.
وانخفضت الفضة في المعاملات الفورية بأكثر من ثلاثة بالمئة إلى 52.49 دولار للأونصة، بعد أن سجلت في وقت سابق أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 54.47 دولار، مقتفية أثر الذهب.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، انخفض البلاتين خمسة بالمئة إلى 1617.82 دولار وتراجع البلاديوم سبعة بالمئة إلى 1499.75 دولار.