أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على سبع شركات مملوكة لقوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أن قائدها، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، تجاهل بشكل متعمد التزامات القانون الإنساني الدولي، ما أسهم في تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان.
وفي السياق نفسه، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على عبد الرحمن جمعة بركة الله، أحد قادة قوات الدعم السريع، لدوره في الجرائم المروعة في غرب دارفور، بما في ذلك العنف الجنسي والهجمات ذات الطابع العرقي. وأكدت الخزانة أن هذه الإجراءات تأتي في إطار التزامها بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي طالت المدنيين.
علاوة على ذلك، يُتهم جمعة بركة الله بقيادة حملة قمع وحشية في دارفور شملت اختطاف وقتل والي غرب دارفور خميس أبكر. كما أدرجه مجلس الأمن الدولي على قائمة العقوبات الدولية إلى جانب قادة آخرين من قوات الدعم السريع بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.
من جهة أخرى، أظهرت تقارير الأمم المتحدة أن الحرب السودانية المستمرة منذ 21 شهرًا أسفرت عن مقتل أكثر من 24,000 شخص وإصابة ما يزيد على 33,000 آخرين، بالإضافة إلى نزوح 11.6 مليون شخص، بينهم 3.1 مليون لجؤوا إلى دول الجوار. وأدت الحرب إلى انعدام حاد في الأمن الغذائي وانتشار الأمراض في مناطق مثل دارفور وكردفان، مما فاقم الأزمة الإنسانية.
وفي تطور جديد، قُتل 34 مدنيًا في هجوم شنته قوات الدعم السريع على قرية “أم القرى” في ولاية النيل الأبيض. ووفقًا لتقارير محلية، وقعت المجزرة عندما حاول أهالي القرية إنقاذ أحد السكان من اعتداء مسلح، ليجدوا أنفسهم في كمين أسفر عن مقتل العشرات، بينما أُسر أربعة وما زال مصير 15 آخرين مجهولًا.
على صعيد آخر، نشرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” تقريرًا وثّقت فيه انتهاكات خطيرة ارتكبتها قوات الدعم السريع والجيش السوداني، تضمنت إعدامات ميدانية وتعذيبًا وحشيًا وتشويه الجثث. وأشارت المنظمة إلى أن الأطراف المتورطة تصرفت وكأنها محصنة من العقاب، داعية إلى تحقيقات دولية شاملة لمحاسبة المسؤولين وضمان العدالة للضحايا.
وفي ظل هذه الأوضاع، دعت الأمم المتحدة إلى تعزيز الجهود الدولية للضغط على الأطراف المتنازعة للدخول في محادثات سلام، مع تأكيد مبعوثها الخاص للسودان، رامتان العمامرة، أن هناك جهودًا لإطلاق جولة مفاوضات جديدة تركز على حماية المدنيين وضمان احترام القانون الإنساني الدولي.
وتؤكد هذه التطورات تصاعد الضغوط الدولية على قادة الصراع في السودان، لا سيما بعد أن اتهمت الولايات المتحدة قوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية في غرب دارفور عام 2023، بجانب التطهير العرقي الذي صنفته في وقت سابق. ومع استمرار الأزمة، تتزايد الدعوات لتجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في السودان وضمان محاسبة المتورطين في الجرائم.