في خطوة تهدف إلى رفع الوعي العام بمخاطر السرطان المرتبطة بالكحول، دعا الجراح العام الأمريكي الدكتور فيفيك مورثي إلى وضع ملصقات تحذيرية على المشروبات الكحولية. وتأتي هذه الدعوة وسط جهود عالمية متعثرة لتحذير المستهلكين من المخاطر الصحية للكحول، لا سيما في أوروبا.
ووفقًا لمورثي، فإن المشروبات الكحولية مسؤولة عن حوالي 100 ألف حالة إصابة بالسرطان و20 ألف حالة وفاة سنويًا في الولايات المتحدة، مما يجعله أحد أهم مسببات السرطان التي يمكن الوقاية منها بعد التبغ والسمنة. ومع ذلك، يظل غالبية الأمريكيين غير مدركين لهذه الحقائق، مما يستدعي جهودًا أكبر لتوعية الجمهور.
ورغم أن توصيات الجراح العام الأمريكي ليست ملزمة قانونيًا، فإنها غالبًا ما تؤثر على السياسات الصحية العامة. وحتى تصبح الملصقات التحذيرية إلزامية، يجب أن يوافق الكونغرس على قانون جديد. وقد دعا مورثي أيضًا إلى مراجعة المبادئ التوجيهية المتعلقة بالكحول ومخاطره، مع التركيز على تعزيز وعي المرضى من خلال الأطباء.
ويعتبر الكحول سببًا راسخًا للسرطان وفقًا للعديد من الدراسات. فمنذ عام 1988، صنفت منظمة الصحة العالمية الكحول كمسرطن إلى جانب مواد أخرى خطيرة مثل التبغ والأسبستوس. كما أكدت دراسة بريطانية العام الماضي أن كبار السن الذين يشربون الكحول بانتظام هم أكثر عرضة للوفاة بالسرطان.
وفي الوقت الذي تناقش فيه الولايات المتحدة هذه المبادرة، نجحت أيرلندا في أن تكون أول دولة تفرض وضع ملصقات تحذيرية على الكحول. ومن المقرر أن يبدأ سريان هذا القانون في عام 2026، حيث ستتضمن الملصقات معلومات عن مخاطر السرطان وأمراض الكبد وتأثير الشرب أثناء الحمل.
أما في أوروبا، فقد واجهت خطة وضع ملصقات على المشروبات الكحولية عقبات كبيرة. فرغم أن المفوضية الأوروبية طرحت هذه المبادرة ضمن خطتها للتغلب على السرطان في عام 2021، إلا أن معارضة جماعات الصناعة أوقفت التقدم، ولم يُعاد طرح الاقتراح في الهيكل الجديد للمفوضية.
ومع تزايد الجدل العالمي حول الكحول ومخاطره الصحية، تبقى الأسئلة قائمة: هل ستكون الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ خطوة جريئة مشابهة لأيرلندا؟ وهل ستنجح هذه الجهود في تقليل أعداد الوفيات المرتبطة بالسرطان في المستقبل؟