27/5/2024–|آخر تحديث: 27/5/202408:00 م (بتوقيت مكة المكرمة)
تحت عنوان “معالجو غزة المسروقون.. اختفاء مئات الأطباء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية”، كتبت كافيثا تشيكورو في موقع إنترسبت، حول اعتقال الأطباء واختفائهم في قطاع غزة مع العدوان الإسرائيلي.
وقالت الكاتبة إنه في وقت مبكر من نوفمبر/تشرين الثاني، ظهرت تقارير عن اعتقال الأطباء واختفائهم في شمال غزة. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فقد احتجز الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 214 من العاملين الطبيين في غزة.
وفي أوائل مايو/أيار، تصدرت عناوين الأخبار اعتقال وتعذيب الطاقم الطبي من غزة عندما أعلنت السلطات الإسرائيلية وفاة عدنان البرش، وهو جراح معروف ورئيس قسم جراحة العظام في مستشفى الشفاء.
وبعد احتجازه في ديسمبر/كانون الأول، قال مسؤولون إن البرش توفي في أبريل/نيسان أثناء وجوده في سجن عوفر، وهو مركز اعتقال إسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.
كما تم تسجيل حادثة أرسل فيها الجيش الإسرائيلي سجينا مكبل اليدين لإخلاء المستشفى، ثم قتله عندما غادر.
البرش هو واحد من بين 493 عاملا طبيا فلسطينيا على الأقل استشهدوا في غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وفقا لوزارة الصحة. واستهدفت قوات الدفاع الإسرائيلية بشكل منهجي المستشفيات من شمال القطاع إلى جنوبه، بدعوى أن حماس تعمل في هذه المرافق. وقد نفى الطاقم الطبي في مستشفيات غزة هذا الادعاء مرارا وتكرارا.
وشنت القوات الإسرائيلية هذا الأسبوع هجمات جديدة على مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة في الشمال، حيث وردت تقارير الأربعاء والخميس عن احتجاز الطواقم الطبية في مستشفى العودة.
الهجمات على المستشفيات
وبينما كانت القوات البرية تشق طريقها إلى جنوب غزة بحلول نهاية العام، تصاعدت الهجمات على المستشفيات في مدينة خان يونس الجنوبية.
وفي ديسمبر/كانون الأول، كان خالد حمودة، وهو جراح آخر، يعمل في مستشفى كمال عدوان في شمال غزة. وقبل شهر، تم نقله من المستشفى الإندونيسي، حيث كان يمارس مهنته كالمعتاد.
وفي كمال عدوان، كان حمودة أيضا مريضا يتلقى العلاج من الإصابات التي أصيب بها في غارة جوية على منزل عائلته في بيت لاهيا. واستشهدت زوجته وابنته وأبوه وشقيقه، من بين أقارب آخرين، في الهجوم.
وبعد حوالي 10 أيام من الغارة، أمرت القوات الإسرائيلية الطواقم الطبية والمدنيين الذين لجؤوا إلى مستشفى كمال عدوان بالمغادرة. وقال حمودة إنه تم إخبار إدارة المستشفى أنه سيتمكن الناس من المغادرة والذهاب إلى مستشفى آخر بدون أن يتم القبض عليهم.
لم يكن هذا ما حدث. وبدلا من ذلك، تم احتجاز حمودة وبعض زملائه من قبل الجيش الإسرائيلي.
وقال حمودة: “عندما هاجموا المستشفى، طلبوا من جميع الرجال والشباب الذين تزيد أعمارهم على 15 عاما وأقل من 55 عاما الاحتفاظ بهوياتهم والخروج من المستشفى”.
وتمت تغطية أعينهم وتقييد أيديهم ونقلهم إلى مكان آخر، على الرغم من أن حمودة ليس متأكدا من مكانه.
وبعد وقت قصير من التقاطها، بدأت الصور تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي لعشرات المعتقلين الذين يحتجزهم الجنود الإسرائيليون في شمال غزة. وفي إحدى الصور، تقف مجموعة من الرجال عراة الصدر في المقدمة بينما يبدو أن جنديا يلتقط صورتهم. ولم يمض وقت طويل قبل أن يتمكن الناس من التعرف على أحد الرجلين ويدعى حمودة.
معاملة سيئة
وقال حمودة: “هذا هو اليوم الذي أخذونا فيه من مستشفى كمال عدوان وطلبوا منا أن ننظر إلى الكاميرا.. إنه الدليل الوحيد على أنني قد أُخذت في هذا اليوم. ولم يكن أحد يعرف ما حدث لنا حتى ذهبت هذه الصورة إلى وسائل الإعلام”.
وقال حمودة إنه نقل في النهاية إلى سدي تيمان، حيث أجبر هو ومعتقلون آخرون على الجثو على ركبهم. ومن لم يفعل ذلك، تمت معاقبته. وقال عن أحد السجناء: “يطلبون منه أن يقف ويده فوق رأسه لمدة 3 أو 4 ساعات”.
وقال: “لسوء الحظ، عندما عرفوا أنني طبيب وجراح عام، عاملوني بشكل أكثر سوءا.. لقد هاجموني، وضربوني في ظهري ورأسي”. وقال حمودة إن الجنود أرادوا معرفة ما إذا كان يعرف عن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، لكنه لا يعرف أي شيء.
وأثناء احتجازه التقى أيضا شخصا يعرفه من المجتمع الطبي، وهو الدكتور عدنان البرش. “لقد أحضروا الدكتور عدنان حوالي الساعة الثانية أو الثالثة صباحا. كان يعامل معاملة فظيعة. قال حمودة: “كان يتألم… قال لي: خالد، لقد ضربوني. لقد هاجموني بعنف”. وبحسب حمودة، قال البرش أيضا إنه أصيب بكسر في أحد الأضلاع. وتمكن حمودة من توفير الدواء وبعض المواد الغذائية للبرش، ولكن بعد يومين تم نقل الطبيب المصاب.
ورغم حالته وظروف السجن القاسية، حمل البرش الأخبار لحمودة. ويتذكر حمودة البرش ما قاله له: “والدتك موجودة في مستشفى العودة، وهي بخير، لقد عالجتها”.
وأعرب حمودة عن امتنانه للرسالة: “هذه المعلومات كانت ثمينة جدا جدا بالنسبة لي لأنني لم أكن أعرف أي معلومات عن عائلتي”.
وبعد 3 أسابيع، أطلق سراح حمودة. وقال لموقع إنترسبت إنه تم نقله مع معتقلين آخرين إلى معبر كرم أبو سالم الحدودي في الجنوب، ثم ذهبوا في النهاية إلى رفح. ولا يزال أطفاله الناجون ووالدته في الشمال، وسيستغرق الأمر شهرين قبل أن يتمكنوا من لم شملهم. ويعتبر نفسه محظوظا لأنه أطلق سراحه.
وقال: “كل زملائي الأطباء الذين اعتقلوا معي أو بعدي أو قبلي، أبقوهم هناك مدة 3 أو 4 أو 5 أشهر”. ولا يزال البعض محتجزا”.