كيف أشرح لطفلي ما يحدث في فلسطين

قد أدى الهجوم الأخير الذي شنته حماس ضد إسرائيل، وما نتج عنه من إعلان الحرب من جانب إسرائيل في قطاع غزة إلى سقوط العديد الشهداء والمصابين أكثرهم من الأطفال والنساء. ومع تصاعد وتيرة الحرب في فلسطين، سوف يتساءل الكثير من الأطفال حول ما يجري، مما تضطرين إلى معرفة كيف أشرح لطفلي ما يحدث في فلسطين.

كيف أتحدث لطفلي عن فلسطين؟

من المهم أن تكون أكثر وعياً وثقافة بشأن تاريخ فلسطين والحقب التاريخية التي مرت بها، وما الذي جعلها منطقة الصراع بين العديد من الدول. فقد يطرح عليكِ الأطفال أسئلة أكثر تعمقاً، تحتاجي حينها إلى مناقشتهم تاريخياً ودينياً وفلسفياً، وإعطاء مجال أمامهم لإبداء آرائهم وتطلعاتهم عن فلسطين، إلى جانب مناقشة المعلومات والحقائق التي تعلموها في المدرسة، فمن الممكن أنكِ تضطرين إلى تصحيح معلوماتهم في أغلب الأحيان.

من الضروري مساعدة طفلكِ على تطوير مهارات التفكير النقدي، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضايا المعقدة مثل القضية الفلسطينية لنرتقي بالأجيال القادمة لديها قيم وطنية واثقة من نفسها، ومؤمنة بنصرها مفعمة بالعطاء والتضحية والفخر والعزة. ^[1]  

ابدئي بتعريف طفلكِ بعمر 5 سنوات على فلسطين وأين تقع على الخريطة، وما اسم عاصمتها وأبرز المدن فيها. ثم يمكنكِ التحدث مع طفلكِ حول مقدسات إسلامية ومسيحية في فلسطين مثل المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، واستمتعي معه برسم علم فلسطين مع كتابة جمل بسيطة مثل علم بلادي أو راجعين وتعليقه في غرفة نومه.

كيفية التحدث مع طفلكِ عن الحرب على فلسطين

من الأفضل أن تكوني على علم بوجهات نظر متعددة قبل التحدث مع طفلكِ عن الحرب في فلسطين، وحتى تتمكني من غرس المعلومات الصحيحة لا يمكن الشك فيها في عقيدتهم. وضعي بعين اعتباركِ أنه عندما تخبرينه عن مدى غطرسة الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه ضد أهلنا في فلسطين، أن تبثي الأمل في نفس طفلكِ، بأن فلسطين أنجبت أبطالاً كبار وصغار يقاومون لتحقيق النصر وعودة الحق إلى أصحابه.

لا تشاهدي فيديوهات فظيعة ومشاهد لا يتحملها الكبير أمام طفلكِ، لأن ذلك قد يسبب له الحالة النفسية والكوابيس في أحلامه. فيمكنكِ فقط رؤية حجم دمار المباني الذي سببته طائرات العدو ودباباتها ليتفهم ما يحدث في فلسطين حسب عمره. وأخبريه أثناء مشاهدة الأخبار أن الله تعالى سينصرهم وأنهم مفعمين بالأمل والحياة، ولا شيء يمكن أن يوقف في وجههم في سبيل التحرير والنصر.

من المهم قول الحقيقة الواضحة للأطفال حول ما يجري في فلسطين بدون الخوض في التفاصيل الجوهرية معهم حتى لا يسبب لهم حالة نفسية سيئة. ^[2]  

طرق تربوية لتربية الطفل على حب فلسطين

1- قراءة كتب الأطفال عن فلسطين.

2- التعبير عن حبه عن طريق رسم علم فلسطين وخريطتها ثم تعليقهما على الحائط، كتابة قصة قصيرة عن حب فلسطين وصياغة نهاية سعيدة لها، كتابة رسالة يوجهها لأطفال فلسطين.

3- مشاهدة الأفلام القصيرة التي توصل أبسط المعلومات للأطفال منها قصة شيخ المجاهدين أحمد ياسين ودوره البارز في المقاومة الفلسطينية.

4- السماح للأطفال بتقديم فقرات خاصة بفلسطين وإنشاد أناشيد تتعلق بحب فلسطين والقدس عبر الإذاعة المدرسية، ومن أبرز الأناشيد الفلسطينية “فلسطين عربية”، وأغنية الفنانة أصالة الشهيرة “أولى القبلتين”. إذ تساهم تلك الإذاعة والأناشيد في بث روح العزيمة والمقاومة في نفوس الطلاب، وازدياد حرصهم تجاه فلسطين.

5- استمرار الأهل بالإكثار من دعاء لأهل فلسطين والقدس، وبالتكرار سيترسخ في ذهن وروح طفلكِ أهمية وقداسة فلسطين.

6- غرس قيمة العطاء لدى طفلكِ بِحَثِّه على اقتسام جزء من مصروفه لإخوانه بفلسطين، وتعليمهم فضل الإنفاق في سبيل الله تعالى.

مع تصاعد الأحداث والأخبار عما يحدث في فلسطين جرَّاء عدوان إسرائيل مجرم متواصل عليها، فمن الصعب تجاهل تساؤلات الطفل وتربيته على حب الوطن والدفاع عنه، لكن كيف أشرح لطفلي ما يحدث في فلسطين؟ وكيف أعزز دوره في حب الوطن والدفاع عنه بما يناسب عمره؟