أسباب وعلاج اكتئاب ما بعد الولادة

هل سمعت من قبل عن اكتئاب ما بعد الولادة؟ ما هي هذه الحالة؟ وما هي أسبابها وطرق علاجها؟ تابع المقال الآتي للتعرف على أسباب وعلاج اكتئاب ما بعد الولادة.

أنواع اكتئاب ما بعد الولادة

يمكن تعريف اكتئاب ما بعد الولادة (بالإنجليزية: Postpartum depression)، على أنه أحد أنواع الاكتئاب الذي يصيب نسبة كبيرة من النساء بعد الولادة، يرافق هذه الحالة نوبات من الحزن والبكاء الشديد والشعور بالقلق والذنب في بعض الأحيان، جميع هذه الأعراض تؤثر على قدرة الأم في عناية طفلها.  عادةً ما تبدأ أعراض اكتئاب ما بعد الولادة بعد خلال الأسبوع الأول أو بعد 4 أيام من ولادة الطفل. غالباً ما تبدء أعراض الاكتئاب بالاختفاء تدريجياً خلال أسبوعين دون الحاجة إلى أي علاج، ولكن في بعض الحالات الأخرى قد يستمر الاكتئاب لمدة أطول من ذلك وقد يكون له مضاعفات خطيرة على الأم والطفل، يمكننا تصنيف أنواع اكتئاب ما بعد الولادة إلى ثلاثة أنواع كالآتي: ^[1]  

اكتئاب ما بعد الولادة منخقض الدرجة 

يصيب هذا النوع من الاكتئاب 50 إلى 75% من النساء بعد الولادة، تبدأ أعراض هذا النوع بالظهور خلال أسبوع من ولادة الطفل وتبدأ الأعراض بالانحسار خلال أسبوعين من الولادة دون الحاجة إلى أي علاج يذكر.

اكتئاب ما بعد الولادة متوسط الدرجة

يصيب هذا النوع من الاكتئاب 1 من بين 7 أمهات ويعد من أشد الأنواع خطورة، يرافق هذا النوع نوبات متكررة من البكاء والإرهاق والشعور بالذنب وعدم القدرة على رعاية الطفل، تتراوح شدة الأعراض من الخفيفة إلى المتوسطة، يمكن لأعراض هذا النوع أن تستمر لأشهر، ينصح بضرورة الحصول على العلاج النفسي اللازم لعلاج هذه الحالة.

ذهان ما بعد الولادة

من الحالات النادرة لاكتئاب ما بعد الولاة هو ذهان ما بعد الولادة، يتطلب هذا النوع العناية الطارئة، غالباً ما تبدأ الأعراض بالظهور بعد الولادة مباشرة وتستمر لمدة طويلة، يرافق هذه الحالة مشاعر مختلطة من اليأس والأرق والأوهام والهلوسات وفرط النشاط. في حال ملاحظة أي من الأعراض السابقة ينصح باستشارة الطبيب بأسرع وقت، نظراً لزيادة خطر الانتحار في هذا النوع.

أسباب اكتئاب ما بعد الولادة

على الرغم من أن السبب الرئيسي للاكتئاب ما بعد الولادة ما زال غير معروفاً إلى هذه اللحظة إلا أنه يعتقد أنه هناك مجموعة من العوامل والأسباب قد تزيد من فرصة الإصابة، نذكر فيما يلي أبرزها: ^[2]  

أسباب الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة

تتضمن:

العوامل الوراثية، أشارت الدراسات إلى أن خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة يزداد في حال إصابة أحد أفراد العائلة بالاكتئاب.
التغييرات البدنية بعد الولادة، قد يؤدي الانخفاض المفاجئ في مستوى هرموني الإستروجين والبروجيستسرون إلى زيادة فرصة الإصابة.
المشاكل العاطفية، كالحرمان من النوم والإرهاق نتيجة العناية بالطفل الجديد أو نتيجة صعوبة التعامل مع المشاكل الصغير أو لوجود مشاكل مع الشريك.

عوامل خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة

تتضمن:

• الإصابة بمضاعفات خلال الحمل.
• تاريخ مرضي للإصابة بالاكتئاب.
• المعاناة من مشاكل مالية أو عاطفية.
• في حال إيجاد صعوبة في الرضاعة الطبيعية.
• الإصابة باضطراب ثنائي القطب.
• الحمل بأكثر من طفل. 
• المعاناة من أي مشاكل صحية.
• الحمل غير المخطط له.

علاج اكتئاب ما بعد الولادة

بناءً على شدة الحالة قد يلجأ الطبيب لأحد العلاجات التالية: ^[3]  

العلاجات الطبية لاكتئاب ما بعد الولادة

وتتضمن:

• العلاجات الدوائية، وتتضمن استخدام مضادات الاكتئاب، قد يوصي الطبيب باستخدام أنواع محددة في حال الرضاعة الطبيعية.
• العلاج النفسي، يمكن للتحدث مع الطبيب النفسي حول مخاوفك أن يساعدك في العثور على علاج للحالة التي تعانين منها.
• العلاج بالصدمات الكهربائية، في الحالات الشديدة كالذهان ما بعد الولادة قد يلجأ الطبيب إلى استخدام الصدمات الكهربائية لعلاج الحالة.

علاجات منزلية لاكتئاب ما بعد الولادة

وتتضمن:

• اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن غني بجميع العناصر المغذية.
• ممارسة التمارين الرياضية وجعلها جزءًا من الروتين اليومي.
• تجنب التوتر والقلق وخصصي وقتاً لنفسك واخرجي به من المنزل.
• تحدثي مع المقربين لك من أفراد عائلتك وتجنبي البقاء لوحدك.
• استمتعي بممارسة الأنشطة التي تسعدك أو قومي باعتناق هواية معينة.

متى تجب استشارة الطبيب

ينصح باستشارة الطبيب في حال ملاحظة أي من الأعراض التالية بعد الولادة: ^[1]

• أي أفكار متعلقة بإيذاء النفس أو الطفل.
• أفكار متكررة بالرغبة بالموت أو الانتحار.
• تقلبات مزاجية حادة. 
• الشعور بالقلق والذنب أو اليأس والخوف أو انعدام القيمة.
• صعوبة في اتخاذ القرارات.
• فقدان الاهتمام أو الاستمتاع بالأنشطة اليومية. 

يعد اكتئاب ما بعد الولادة أحد الحالات الطبية الخطيرة التي تطلب العناية الفورية والدعم من الأقارب والأصدقاء، احرص على طلب المساعدة في حال ملاحظة أي أعراض تستدعي الحاجة إلى ذلك.