وذكرت النيابة في بيان لها، السبت، نشرته عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أنه تبين وفاة 6 أطفال أشقاء تباعا عقب نقلهم إلى المستشفى، بعد ظهور أعراض مرضية متشابهة عليهم، تمثلت في القيء والحمى والتشنجات واضطراب مستوى الوعي، وهو ما أثار شبهة وجود سبب غير طبيعي للوفاة.
وأضافت أن والد الأطفال توفي لاحقا بعدما ظهرت عليه الأعراض ذاتها، موضحة أنها استمعت إلى شهادات عدد من ذوي الأطفال وأقاربهم، وأجرت معاينة لمحل إقامة الأسرة، وقررت ندب مصلحة الطب الشرعي لتشريح جثامين المتوفين، وسحب العينات الحشوية والدموية اللازمة، تمهيدا لتحليلها بالمعامل المركزية والفنية المختصة، لبيان مدى احتوائها على أية مواد سامة.
وأكدت النيابة أن تقارير مصلحة الطب الشرعي كشفت عن احتواء العينات المأخوذة من الأطفال على مادة من المبيدات الحشرية، مبينة أنها أمرت إدارة البحث الجنائي بسرعة إجراء التحريات حول الواقعة.
ما مدى خطورة هذه المادة؟
قال مؤسس المركز القومي للسموم محمود عمرو، في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية” إن العينات التي تم أخذها من الأطفال المتوفين تحتوي على تركيزات عالية من مادة “كلورفينابير” السامة والتي تكون في بعض أنواع المبيدات الحشرية.
وأضاف أن جميع أنواع المبيدات الحشرية سامة، وتوجد نسبة منها قاتلة، وأن مادة “كلورفينابير” من المواد المميتة، لافتا إلى أن واقعة وفاة الأطفال الستة ووالدهم من المرجح أن تكون ناتجة عن إهمال في تخزين واستعمال المبيدات الحشرية، مشددا على أن العشوائية في التعامل مع المبيدات تعرض حياة الكثير من الأشخاص للخطر.
في السياق نفسه، قال أستاذ السموم بكلية الطب جامعة المنيا محمد إسماعيل، إن مادة “كلورفينابير” ليس لها تحليل معين يكشفها، وليس لها ترياق متخصص على مستوى العالم، مبينا أن الحالات المسجلة بالإصابة بها لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، وأن هذه المادة لا تتأثر بالغليان، ولو وضعت في طعام تحتفظ بسميتها.
وبدأت الواقعة يوم الجمعة 11 يوليو الجاري بوفاة أول طفل بقرية دلجا بمحافظة المنيا، وفي اليوم نفسه توفي طفلان آخران، وفي اليوم التالي توفي الطفل الرابع داخل العناية المركزة بالمستشفى، وفي يوم الأربعاء 16 يوليو توفيت الطفلة الخامسة، وبعد مرور 10 أيام توفيت الطفلة السادسة، ثم لحق بهم والدهم أمس السبت.
وفي بداية الواقعة نفت وزارة الصحة في بيان لها أن تكون الوفاة سببها إصابة الأطفال بمرض الالتهاب السحائي، مؤكدة أن الأمر مجرد إشاعة لا أساس لها من الصحة، ثم أصدرت الوزارة بيانا آخر الأسبوع الماضي، أكدت فيه أنها تتابع الواقعة.
وبعد إجراء تحقيقات ميدانية ومعملية دقيقة، تبين عدم وجود أية زيادة في معدلات الإصابة بالأمراض المعدية.