في مشهد يُشبه القصص الرمزية عن ضياع الأولويات، طفت على السطح حادثة غريبة ومثيرة للجدل، بطلتها امرأة تسكن في إحدى الدول العربية وجّهت طلبًا صريحًا إلى المحكمة لإنهاء زواجها، والسبب لا علاقة له بالخيانة أو الإهمال، بل بإنفاق الزوج آلاف الدراهم على دُمى “لابوبو labubu” الشهيرة، ما وصفته الزوجة بأنه “جنون طفولي دمّر حياتها الزوجية”.
دمى “لابوبو labubu” تتحول من ترفيه إلى معركة قضائية
ووفقاً لروايات الإعلام، بدأت فصول القصة حين لاحظت الزوجة أن مصروف المنزل يتآكل، بينما تصل إلى البيت طرود متتالية تحتوي على مجسمات لشخصيات كرتونية صغيرة ذات ألوان فاقعة وتصميم غريب.
الزوج لم يُخفِ شغفه بها، بل صار يفاخر على مواقع التواصل بشرائه نسخًا نادرة من “لابوبو” بأسعار باهظة، دون أن يأبه بمصاريف أبنائه أو احتياجات الأسرة الأساسية.
شاهدي أيضاً: قصة دمية لابوبو: من الأسطورة إلى الرمز الثقافي
الزوجة أكدت أمام القاضي، وفق ما نقلته صحف محلية، أن زوجها لم يكتفِ بجمع هذه الدمى كهواية، بل بات مهووسًا بها إلى درجة الإهمال الكامل لكل جوانب الحياة الأسرية.
وقالت إن هوسه لم يترك لها خيارًا سوى طلب الطلاق، خاصة بعدما رهن مقتنيات شخصية لها لشراء إصدار محدود من إحدى شخصيات “لابوبو”.
ردود فعل متعاطفة مع المرأة
وسرعان ما انتشرت القصة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أثارت موجة من السخرية والصدمة في آنٍ واحد.
ومن بين أبرز ردود الفعل التي اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي عقب انتشار قصة الطلاق، برزت موجة تعاطف لافتة مع الزوجة التي اعتُبرت ضحية لهوس غير عقلاني قاد إلى تفكك الأسرة.
وعبّر كثير من المستخدمين عن استغرابهم من تصرّف الزوج، مؤكدين أن الإنفاق المفرط على دُمى كرتونية لا يليق برجل يُفترض به أن يتحمّل مسؤولية بيت وأسرة. ورأى البعض أن ما حدث يكشف عن “طفولة متأخرة” تمكّنت من شخصية الرجل، إلى حد دفعه لتجاهل أبسط واجباته الأسرية مقابل تلبية نزوة استهلاكية لا معنى لها، فيما ذهب آخرون لوصف الطلاق بأنه “خيار صائب لا مفر منه”، خاصة عندما تتغيّر أولويات أحد الطرفين إلى درجة تُهدّد استقرار البيت بالكامل.
وانتقد كثيرون مَن يبررون السلوك بذريعة الهواية، موضحين أن الشغف لا يمكن أن يكون على حساب الكرامة الأسرية أو احتياجات الأطفال. هذه الآراء الجماعية لم تكن مجرد تفاعل رقمي، بل تحوّلت إلى مرآة لرفض واسع لمظاهر اللامسؤولية التي بدأت تتسلل إلى بعض العلاقات الزوجية تحت غطاء الترفيه.
اللافت أن كثيراً من القصص المشابهة بدأت تطفو تدريجياً بمختلف دول العالم، مما يطرح تساؤلات حقيقية حول مدى تأثر الأفراد بثقافة المقتنيات المؤقتة والمظاهر الرقمية. فحين يُضحّي الزوج بالاستقرار الأسري لأجل مجسمات بلاستيكية، فإن هناك أزمة هوية ومسؤولية تلوح في الأفق.
القضية لم تنتهِ بعد، والمحكمة لم تصدر قرارها النهائي، لكن المجتمع الرقمي أصدر حكمه، مؤيداً بشكل شبه مطلق قرار الزوجة، التي تحوّلت في أعين المتابعين إلى رمز للرفض الواعي لفوضى الاستهلاك وهوس التريند.
وتحذّر هذه القصة من واقع خطير بدأ يترسخ في بعض الأوساط، حيث تتحول الهوايات الرقمية والتريندات العابرة إلى نمط حياة يتجاهل الحدود بين الشغف والجنون، بين التسلية والتدمير الذاتي. في هذا السياق، لم تكن “لابوبو” مجرد دمية بل أداة تفكيك أسري، نتيجة خلل في فهم دور الفرد داخل الأسرة.
شاهدي أيضاً: لابوبو “Labubu” الدمية التي سرقت الأضواء في عالم الموضة
شاهدي أيضاً: بسنت شوقي تستعرض مجموعتها الكاملة من دمى لابوبو الشهيرة
شاهدي أيضاً: نهى نبيل تسخر من وضع دمية لابوبو على الحقائب الفاخرة
شاهدي أيضاً: أحمد سعد يشارك في الترند العالمي: ما هي دمية لابوبو؟