ما هو الأكل الواعي؟
الفرق بين الأكل الواعي والأكل العاطفي
فوائد الأكل الواعي
نصائح لممارسة الأكل اليقظ
في عالم يمضي بسرعة البرق، بتنا نأكل على عجل، أمام الشاشات، أو بدافع الملل والتوتر، دون أن نمنح أجسادنا الوقت أو الوعي الكافي لفهم حاجتها الحقيقية. وهنا ظهر أسلوب الأكل الواعي الذي لا يُعد حمية غذائية بقدر ما هو أسلوب حياة يوازن بين حاجة الجسم وكمية الطعام. سنتطلع في هذه المقالة على فوائد الأكل الواعي، وكيفية ممارسته بشكل صحيح لتلبية حاجات الجسم.
ما هو الأكل الواعي؟
يستند الأكل الواعي إلى اليقظة الذهنية، وهي شكل من أشكال التأمل يُساعدك على إدراك مشاعرك واحتياجاتك الجسدية والتعامل معها. إذن الأكل اليقظ هو فن الانتباه للطعام أثناء تناوله، والتركيز الكامل على الطعم، الرائحة، القوام، والكمية. هو أن تأكل بعقلك لا بعاطفتك، وأن تصغِ لإشارات الجوع والشبع داخل جسدك، لا للضغوط أو المشاعر التي تُغريك بالهروب إلى الطعام.
يستخدمه الناس كأداة في علاج العديد من الحالات، بما في ذلك اضطرابات الأكل، الاكتئاب، القلق.
الفرق بين الأكل الواعي والأكل العاطفي
يساعدك الأكل بوعي على التمييز بين الجوع العاطفي والجوع الجسدي، والفرق بينهما هو أن الجوع الجسدي هو حاجة حقيقية ناتجة عن نقص الطاقة في الجسم، ويظهر تدريجياً ويمكن إشباعه بأي نوع من الطعام، وغالباً يترافق مع إشارات جسدية مثل قرقرة المعدة أو الشعور بالضعف.
أما الجوع العاطفي فهو رغبة مفاجئة في تناول الطعام نتيجة مشاعر مثل التوتر، الحزن، أو الملل، وعادةً ما يدفعك لاشتهاء أطعمة معينة مثل الحلويات أو الوجبات السريعة، ولا يُشبع بسهولة، بل قد يتبعه شعور بالذنب أو الندم.
فوائد الأكل الواعي
فوائد الأكل الواعي كثيرة، فهو يساعدك على الاستمتاع بالطعام بوعي، ويعزز صحتك الجسدية ويقوّي علاقتك بنفسك. إليكم أبرز فوائد الأكل الواعي:
إنقاص الوزن
تساعد العديد من برامج إنقاص الوزن الأشخاص على تحقيق فقدان الوزن على المدى القصير، ولكنها لا تُجدي نفعاً على المدى الطويل. فقد تم ربط اضطرابات مثل نهم الطعام، والأكل العاطفي، وتناول الطعام بدافع الرغبة الشديدة أو المحفزات الخارجية، بزيادة الوزن، بل وحتى باستعادة الوزن بعد فقدانه بنجاح.
وأشارت العديد من الدراسات إلى أن الأكل الواعي قد يكون بنفس فعالية برامج الحمية الغذائية التقليدية في إنقاص الوزن، عن طريق تغيير سلوكيات الأكل وتقليل التوتر المرتبط بتناول الطعام. [1]
كثيراً ما يرتبط الأكل العاطفي بالقلق والإفراط في تناول الطعام وزيادة الوزن. ومن أمثلة الأكل غير الواعي تناول الطعام أثناء القيادة أو العمل أو مشاهدة التلفزيون أو أي شاشة أخرى مما يزيد من الوزن والسمنة.
علاج اضطرابات الأكل
يتضمن اضطراب الشراهة في تناول الطعام تناول كمية كبيرة من الطعام في وقت قصير، دون وعي ودون سيطرة. لذا قد تُقلل ممارسة اليقظة الذهنية وتناول الطعام بوعي من شدة وتكرار نوبات اضطراب الشراهة في تناول الطعام.
ومن فوائد الاكل اليقظ:
- التحكّم بالوزن بشكل طبيعي دون حرمان أو حسابات متعبة.
- التقليل من نوبات الأكل العاطفي أو التخمة.
- تحسين الهضم وتقليل مشاكل المعدة والنفخة.
- التخفيف من الشعور بالذنب بعد الأكل.
- يساعد الأكل الواعي على اتباع نظام غذائي أكثر توازناً بشكل عام، مما يُحسّن صحتك العامة.
نصائح لممارسة الأكل اليقظ
يجب معرفة أساسيات الأكل الواعي، وهي:
- تناول الطعام ببطء ودون تشتيت.
- الاستماع إلى إشارات الجوع الجسدية وتناول الطعام حتى الشبع فقط.
- التمييز بين الجوع الحقيقي والجوع العاطفي.
- إشراك حواسك من خلال ملاحظة الألوان والروائح والأصوات والملمس والنكهات.
- ملاحظة آثار الطعام على مشاعرك وجسمك.
هناك العديد من الطرق البسيطة للبدء بتقنية الأكل اليقظ، أبرزها: [2]
- أبتعد عن المشتّتات: لا تأكل أمام الهاتف أو التلفاز. اجعل وقت الأكل لحظتك الخاصة. لذا من المهم تناول الطعام في مكان مخصص، مثل طاولة المطبخ أو غرفة الطعام أو غرفة استراحة العمل، بدلًا من تناوله على مكتبك أو أمام التلفاز.
- تذوّق ببطء: خذ وقتك في مضغ الطعام، واستمتع بالقوام والنكهة. حيث يستغرق الطعام حوالي 15 دقيقة ليصل إلى المعدة، وخلال هذه الفترة يحتاج الدماغ إلى وقت لإرسال إشارة تُخبرك بأنك شعرت بالشبع. لذلك، احرص على وضع الشوكة والسكين جانباً بين كل لقمة، وارتشف مشروبك ببطء واستمتع بمذاقه بدلاً من ابتلاعه سريعاً. ولا تنسَ أن تمضغ طعامك جيدًا وبشكل كامل قبل بلعه.
- قدّم الطعام بكميات معتدلة: يُساعد الأكل بكميات معتدلة على تجنّب الإفراط في الأكل وهدر الطعام. استخدم طبق عشاء لا يزيد عرضه عن 22 سم، واملأه مرة واحدة فقط.
- لا تفوّت وجباتك: فالامتناع عن الطعام لفترات طويلة يزيد من خطر الجوع الشديد، مما قد يدفعك لاختيار أي طعام بغض النظر إن كان صحياً أم لا.
- تناول الطعام في أوقات محددة: إن تناول الطعام في أوقات وأماكن ثابتة يُحسّن صحتك العقلية والجسدية، فضلًا عن تحسين مزاجك ونومك بشكل كبير.
- تناول الطعام مع الآخرين: يساهم تناول الطعام برفقة الآخرين في تعزيز التواصل والعلاقات الصحية، كما يشجع على التمهل والاستمتاع بالطعام والمحادثة. فنحن غالباً نُنظّم سلوكنا الغذائي بناءً على وتيرة من يشاركونا الوجبة، بدلاً من الانجراف وراء الأكل المفرط أو القليل الناتج عن مشاعرنا الداخلية. [3]
- استمع لجسدك: توقف عند أول إشارة شبع مثل شعور بالامتلاء في المعدة، أو عدم الرغبة في الأكل، حينها يبدأ الجسم بالتنفس براحة أكبر نتيجة التوقف عن التوتر المرتبط بالجوع.
- راقب مشاعرك: هل تأكل بدافع التوتر أو القلق؟ جرب المشي، التنفس العميق، أو الكتابة بدل الطعام.
- تقدير طعامك: قدّر طعامك قبل أن تبدأ بتناوله. خذ دقيقة أو اثنتين للتوقف والتفكير في كل الجهود التي بُذلت من أجل وصول هذه الوجبة إلى مائدتك، من الزراعة إلى التحضير. عبّر بصمت عن امتنانك لنعمة الطعام، وللحظة التي تتيح لك الاستمتاع به، سواء بمفردك أو برفقة من تحب.
الأكل الواعي ليس معقداً، ولا يحتاج لنظام صارم أو جدول حمية. بل هو قرار داخلي أن تحب نفسك أكثر، وتعامل جسدك باحترام.
:موضوعات ذات صلة
شاهدي أيضاً: رجيم البروتين .. رجيم سريع المفعول
شاهدي أيضاً: رجيم الماء .. هل هو حقا الرجيم الذي تبحثين عنه؟
شاهدي أيضاً: رجيم التفاح
-
↑“مقال “التناول الواعي 101 – دليل المبتدئين””
،
منشور على موقع healthline.com -
↑“مقال “فن الأكل الواعي””
،
منشور على موقع nutritionsource.hsph.harvard.edu -
↑“مقال “6 طرق لممارسة الأكل الواعي””
،
منشور على موقع mindful.org