في مجموعته الجديدة لخريف وشتاء 2025-2026، لا يقدّم المصمم اللبناني العالمي طوني ورد Tony Ward مجرد أزياء، بل حوارًا بصريًا بين التناقضات، حيث تذوب الحدود بين الرقة والقوة، وبين النعومة والبنية، في تناغمٍ درامي راقٍ. تحت عنوان “من الحرير والفولاذ”، يكشف ورد عن مجموعة تنبض بالشاعرية المعمارية، مستوحاة من برج بارسباي، الرمز التاريخي الذي يتجسد فيه الزمن، الصمود، والاندثار في آنٍ واحد.
ابداع من التوازن والدقة
- ضمّت المجموعة 73 إطلالة تُجسّد فلسفة ورد في التصميم، حيث لم يكن هناك مجال للمصادفة، كل قطعة هي نتيجة هندسة دقيقة تُراعي التوازن بين الشكل والمادة.
- القصّات الحادة التي تذكر بالبُنى المعمارية، تلاعبت بأقمشة انسيابية كـالحرير والتول والشيفون، فتكوّنت صورٌ فريدة لمرأة تجمع بين الصلابة والشفافية.
القصّات المعمارية تلاقي خفّة الأقمشة
-
في مجموعة “من الحرير والفولاذ”، تتحوّل القصّات إلى بنية هندسية دقيقة، تُذكرنا بأقواس القلاع ونوافذها القوطية، لكنها لا تُقيّد الجسد، بل تحاوره بلغة خفيفة وانسيابية. هنا، لا تأتي البنية لتفرض صلابة، بل لتُبرز جمال التوازن بين الانضباط والتحرّر. فتفاصيل الخصر المشدود، والكتفين المهيكلين، والتنانير المتعددة الطبقات، تُقابلها أقمشة كالحرير والتول تنساب كنسمة، تهمس بالرقة دون أن تُضعف الحضور.
-
هذا التناقض المقصود هو ما يمنح التصاميم طابعها اللافت: أن تكون منحوتة بدقة، لكن نابضة بالحياة؛ صارمة في خطوطها، لكن مرهفة في ملمسها. إنها دعوة لأن ترى المرأة نفسها ككيان معماري راسخ، تسكنه روح خفيفة لا تُروّض.
لوحة ألوان بين المعادن والضوء
- في توليفة لونية أنيقة، تندمج درجات الرمادي الفولاذي، الأزرق النيلي، البيج الدافئ، الوردي الباستيل، والأسود اللامع في خلفية تحاكي تأثير الضوء على المعادن.
- تأتي لمسات الذهبي الباهت والفضي الهادئ لتكسر الرتابة وتضيف بعدًا دراميًا للقطع، بينما تعكس الأسطح اللامعة حسًّا مستقبليًا يُشبه انعكاسات الفولاذ في الضوء.
شاهدي أيضاً: مجموعة طوني ورد هوت كوتور 2025
المرأة القلعة والانهيار في آن
- في كل طيّة وثنية من هذه المجموعة، تُجسَّد المرأة ككائنٍ متناقضٍ بعمق، قلعة راسخة وانهيار ناعم في الوقت ذاته. هي ليست مجرّد عارضة ترتدي فستانًا فاخرًا، بل تجسيد بصري لقوة تحتضن هشاشتها دون خوف.
- تمامًا كما يقف برج بارسباي متحديًا الزمن، بعظمته المتآكلة ونقوشه التي لم يمحها الدهر، تقف المرأة في هذه التصاميم: متمردة لكن راقية، هشّة ولكن لا تنكسر، في كل إطلالة، نراها تتراقص بين الضوء والظل، بين الأقمشة الشفافة والمعدنية، وكأنها تقول للعالم: لست واحدة، فقطأنا كل ما قد يخطر ببالك من ثنائيات.
سيدة الضوء والظل
- في كل إطلالة، تتجلّى المرأة ككائن يُولد من تضاد النور والعتَمة، لا تنتمي إلى أحدهما بالكامل بل تخلق توازنها الخاص بينهما. فهي ليست ضحية الضوء ولا أسيرة الظل، بل سيدة الاثنين معًا. الأقمشة الشفافة تُظهر وتُخفي، تنثر الضوء وتحتويه، بينما الألوان الداكنة لا تُعبر عن حزن، بل عن عمق وطبقات داخلية لا تُكشف إلا لمن يُحسن النظر.
- في تصميمات طوني ورد، تُصبح المرأة قصيدة بصرية، مكتوبة بخيوط تتنقل بين الظلال الحالمة واللمعان الخاطف، يُطوّقها الغموض كما تحتضنها الأنوثة، فتتحرر من الحاجة لأن تُعرّف نفسها ضمن أطر ضيقة، إنها امرأة قادرة على أن تكون صلبة كالصلب، شفافة كالتول، وغامضة كالضوء حين يمرّ عبر زجاج ملوّن.
التفاصيل المعدنية: لغة صامتة
- في هذه المجموعة، تُستخدم التفاصيل المعدنية لا كزينة عابرة، بل كلغة رمزية تُحاكي صلابة الداخل، الكورسيهات المزينة بدبابيس دقيقة، والحواف المطرّزة بخيوط فضية، وأشرطة الكتف المصنوعة من عناصر معدنية أنيقة، كلّها تشير إلى بنية داخلية متماسكة، مخبّأة خلف ستائر من الحرير والشفافية، وكأن المرأة التي ترتدي هذه القطع تقول: “أنا قوية، حتى في لحظات انكساري”.
-
هذا التداخل المدروس بين المعدن والأنوثة لا يتعارض، بل يُجسد لحظة مصالحة نادرة، حيث القوّة لا تُخفي الرقة، بل تحرسها، وكأن المرأة في هذه التصاميم تسير بثقة وسط عالمٍ متغيّر، ترتدي عناصر حمايتها بجرأة، لكنها تظل قادرة على الرقص، على الهمس، على العطاء. كل قطعة تروي حكاية انتصار ناعم، لا يحتاج إلى ضجيج ليُعلن عن نفسه.
شاهدي أيضاً: مجموعة طوني ورد للأزياء الراقية هوت كوتور ربيع 2025
بين الحنين والحداثة
- على الرغم من انغماس المجموعة في رمزية المعمار التاريخي، فإنها لا تبتعد عن الحاضر. بل تُعيد صياغة الماضي بأسلوب معاصر، حيث تُصبح الكلاسيكيات رموزاً حديثة.
- الياقات العالية والتنانير الطويلة تتخذ أشكالاً جديدة، تنسجم فيها الرومانسية القديمة مع حدة العصر. إنه حوار زمني أنيق، لا يسجن المرأة في حقبة، بل يُمكّنها من العبور بين الأزمنة بهوية مرنة وجريئة.
إرث مستمر وهوية معاصرة
- في مجموعة توني ورد لخريف وشتاء 2025-2026، لا تُمجّد التصاميم الماضي كتاريخ ساكن، بل تُعيد إحياءه كإرث نابض يتحرك بثقة نحو المستقبل، كل قطعة تُجسّد صدى الحِرَفية العريقة التي ورثها المصمم عن والده، صانع الفساتين البيروتي، لكنها تنبض في الوقت ذاته بروح معاصرة تُخاطب المرأة اليوم، تلك التي تعيش زمنها دون أن تتخلى عن جذورها.
-
فمن التفاصيل المطرزة يدويًا إلى الخطوط المعمارية الدقيقة، تندمج الكلاسيكية مع الحداثة في حوارٍ بصري رصين. الأقمشة التي كانت يومًا عنوانًا للترف القديم، كالتفتا والمخمل، تعود هنا برؤية جديدة: أكثر جرأة، أكثر انسيابية، وأكثر قدرة على التعبير عن فردية المرأة المعاصرة، إنها هوية تتطور دون أن تتنكر لأصلها، وأناقة تُولد من رحم التقاليد لتزدهر على جسد امرأة لا تخشى الضوء.
بين الحرير والفولاذ، تولد الهوية
- في مفترق الطرق بين الليونة والصلابة، تولد هوية المرأة التي يتخيّلها توني ورد: امرأة لا تُعرّفها ثنائيات جاهزة، بل تتشكّل في مساحاتها الخاصة، حيث ينساب الحرير كهمسة، ويومض الفولاذ كإرادة لا تلين، هي امرأة ترتدي التناقض، لا لتخفيه، بل لتُعلن من خلاله تفرّدها، فكما تُقوّى الجسور بالصلب دون أن تفقد أناقتها المعمارية، كذلك تصقل التجربة أنوثتها دون أن تُقصي رقتها.
- في هذه المجموعة، يتحوّل القماش إلى بيان، والقصّة إلى تأكيد على أن الهوية ليست تنازلاً بين قوتين، بل لقاءٌ خلاق بينهما، بين نعومة تنساب كقصيدة، وصلابة تتماسك كجدار قديم، تتبلور امرأة توني ورد: واعية بجذورها، طامحة بامتدادها، ومطمئنة إلى حقيقتها التي لا تنكسر.
شاهدي أيضاً: مجموعة فساتين زفاف طوني ورد ربيع 2025
شاهدي أيضاً: نيللي كريم تتألق بفستان من طوني ورد في مهرجان الجونة 2025
شاهدي أيضاً: مجموعة طوني ورد هوت كوتور 2024