في مجموعة ريزورت 2026، يواصل المصمم الإيطالي أنطونيو ماراس Antonio Marras نسج رواياته المرئية، مستندًا هذه المرة إلى مشهدٍ سينمائي مستوحى من الواقع، ومُطعّم بخيوط الخيال، فالمجموعة تنطلق من حدثٍ تاريخي شبه منسي: الزيارة الأخيرة للكاتب والطيار الفرنسي أنطوان دو سانت إكزوبيري إلى مدينة ألغيرو الساحلية في سردينيا.
لكن ماراس لا يتوقف عند حدود التوثيق، بل يفتح باب الخيال، متصورًا لحظة وصول زوجته، الفنانة كونسويلو، في زيارة خيالية تنبض بالدراما والرومانسية، لتشكل الإلهام الرئيسي للمجموعة.
كونسويلو المتخيلة: امرأة تُلهم التصاميم
- في تصور ماراس، تظهر كونسويلو كرمز للأنوثة الحرة والمستقلة، امرأة تنتمي لعالم الفن، لكنها تحمل في قلبها شغف المغامرة، هذا الانعكاس يتجسد في المجموعة التي تمزج بين الطابع الذكوري والأنثوي، بين الصلابة والنعومة، وبين الهيكل العسكري واللمسات الريفية.
- تأتي سترات الطيارين والمعاطف ذات الطابع الحاد لتُطرّز بزخارف زهرية، فتخلق توازنًا مدهشًا بين الجرأة والرقة، كما يظهر التأثير العسكري في خطوط التصميم الحادة واستخدام ألوان مثل البرغندي والكاكي.، في حين تضفي الجاكار النباتي لمسة من الفخامة والحنين، أما الفساتين ذات الألوان الزرقاء الفاتحة، فتستحضر بوضوح سحر الخمسينيات، حيث الأنوثة الناعمة والقصات المتمايلة.
خزانة تعكس التعدد والتجدد
- يتنقل أنطونيو ماراس بخفة بين تفاصيل معقدة، يقدم فيها قطعًا مزدانة بالدانتيل، وتطريزات دقيقة تشبه وشوشة الحكايات القديمة، نرى الكورسيه يعود بشكل غير مباشر من خلال تفاصيل في الفساتين والبلوزات المخططة أو المربعة، ما يضفي عمقًا بنيويًا على القصّات.
- أما على مستوى التلاعب بالأحجام، فتتراوح التصاميم بين سترات ضيقة ذات طابع رسمي، وسراويل واسعة تتمايل بحرية، موحيةً بحياة الجزيرة البوهيمية والبعيدة عن الصخب.
شاهدي أيضاً: مجموعة Antonio Marras ما قبل خريف 2025
الدنيم والجلد: تقنيات جديدة لأفكار قديمة
- يفاجئ ماراس جمهوره بإدخال الجلد والدنيم في المجموعة، دون أن يُخِل بجوهرها الرومانسي، المعاطف الجلدية تجمع بين صلابة في الشكل ونعومة في اللمس، بينما التنانير الجلدية تُقدَّم بتصميمات مرنة تُعانق الجسد دون تقييد.
- أما الدنيم، فقد أُعيد تخيله في بناطيل عالية الخصر وسترات واسعة بلون بني باهت، وكأنها تأثرت بلون التربة السردينية بعد غروب الشمس.
ألغيرو مدينة تتحوّل إلى قماش
- في لمسة شاعرية تمزج بين الفن والحنين، يُحوّل أنطونيو ماراس مدينة ألغيرو السردينية إلى لوحة حية مطبوعة على الأقمشة. فلا تكتفي المجموعة بالاستلهام من أجواء المدينة، بل تُجسّد معالمها في رسومات يدوية وضعها ماراس بنفسه، لتتحول القطع إلى بطاقات بريدية يمكن ارتداؤها.
- واجهات البيوت الملونة، الأزقة المتعرجة، وأضواء الميناء المتلألئة عند الغروب، كلها تتحوّل إلى أنماط مرسومة على التنانير والفساتين والقمصان، في مزيج بصري يُجسّد روح المكان. بهذه الطريقة، تصبح ألغيرو أكثر من مجرد خلفية إلهامية، بل تصبح شريكة في الحكاية، تنطق عبر الأقمشة وتعيش في حركة الجسد.
ختامٌ يحاكي الشعر
- تتجاوز مجموعة Antonio Marras ريزورت 2026 حدود الموضة لتتحوّل إلى قصيدة مصوّرة تُكتب بالخيوط والألوان والخيال، ففي كل تفصيلة، من التطريزات الحالمة إلى الأقمشة المطبوعة برسومات المدينة، ينبض حنينٌ إلى الأماكن والذكريات، وشغفٌ لا ينضب بالحكايات التي لا تُروى بالكلمات.
- إنها مجموعةٌ تُشبه حلمًا، تتأرجح بين الواقع والأسطورة، وتُعيد تعريف الأناقة باعتبارها تجربة عاطفية وحسية قبل أن تكون مجرد مظهر. بهذا العمل، يثبت أنطونيو ماراس أن الموضة يمكن أن تكون فنًا حيًّا، يحاكي الشعر ويعيشه الجسد.
شاهدي أيضاً: مجموعة Antonio Marras ريزورت 2024
حوار الأقمشة: بين القسوة والرقة
- ما يُميز هذه المجموعة ليس فقط غناها البصري، بل توازنها العاطفي بين النقيضين: القسوة والرقة، الصرامة والنعومة، يُترجم هذا التباين في دمج المعاطف العسكرية الصارمة مع فساتين شفافة مزينة بورود مطرّزة، وكأن كونسويلو، البطلة المتخيلة، تلبس طبقاتٍ من الذكريات والمشاعر المختلطة.
- ولأن كل قطعة تُشبه صفحة من دفتر سفر، فإنها تُخبر عن لحظات من التوق والدهشة، وعن امرأة تخطو بثقة في أماكن لم تكن تنتمي لها، لكنها أحبتها حتى صارت جزءًا منها.
إرثٌ شخصي ينبض بالحياة: رسالة إلى المرأة العصرية
- ماراس لا يقدّم مجرد أزياء، بل يروي قصة هوية، يعود إلى سردينيا، لا كخلفية، بل كبوصلة تقوده، وتنعكس في ملامح المجموعة من خلال التطريزات اليدوية، الطبقات المتعددة، والألوان المستمدة من طبيعة الجزيرة: زرقة البحر ترابية الجبال، ولمعان ضوء الشمس الذهبي، بذلك، يصبح كل تصميم امتدادًا لذاكرة المصمم، واحتفالًا بجذوره، في توليفة تُكرّم الأصالة مع لمسة من الحنين المعاصر.
- مجموعة Antonio Marras ريزورت 2026 تخاطب المرأة التي تبحث عن التميّز دون أن تفقد حسّها الداخلي بالانتماء، إنها مجموعة تحتفي بالحرية، وتُشجع على استكشاف الذات من خلال التفاصيل، ومنح الجمال فرصةً ليتنفس خارج القوالب المعتادة، ما بين السرد البصري والحرفية الرفيعة، تتحوّل الأزياء إلى رسائل شخصية، تهمس لمن ترتديها: كوني كما أنتِ، لا كما يُفترض أن تكوني.
- في كل إطلالة من هذه المجموعة، تختبئ امرأة بطلتها الخاصة، امرأة تعرف كيف تسرد قصتها من خلال ما ترتديه، دون أن تتكلم، إنها لا تبحث عن الكمال، بل عن التعبير الصادق، وهذا ما تمنحه لها تصاميم ماراس، التي تبدو أحيانًا وكأنها خُيطت على وقع أنفاسٍ حقيقية، بحكاياتٍ لم تُروَ بعد، الفساتين ليست مجرد أقمشة منسدلة، بل هي امتداد للروح، تهمس بما عجز اللسان عن قوله.
شاهدي أيضاً: مجموعة Antonio Marras ربيع 2025 في أسبوع ميلانو للموضة
شاهدي أيضاً: مجموعة Antonio Marras لخريف وشتاء 2025-2026
شاهدي أيضاً: مجموعة Antonio Marras في أسبوع ميلانو للموضة خريف 2024