بقلم: أسما الملا
كثيراً ما سمعت عن مركز كلينيك لابريري لونجيفيتي هاب وما يتميز به هذا المنتجع الطبي في سويسرا. والآن وبعد أن افتتح مركزاً له في الدوحة، قريباً من مكان إقامتي، أردت أن أخوض هذه التجربة شخصياً.
بالنسبة لمن لم يعرفوا عن كلينيك لابريري، هو مركز أسسه بول نيهانس في عام 1931 ومنذ ذلك الحين أثبت المركز نفسه كأحد الوجهات الرائدة في مجال الصحة والعافية في العالم.
في 4 مارس 2023، أعلنت مجموعة الفردان للضيافة عن إطلاق المركز الجديد التابع لكلينيك لابريري في فندق سانت ريجيس جزيرة مرسى العربية في قطر. ويعِد هذا المشروع المثير بنقل أحدث خبرات المركز إلى الدوحة.
عند وصولي إلى الدوحة مساء توجهت مباشرة إلى فندق سانت ريجيس جزيرة مرسى العربية وفوراً ما انتابني شعور كما لو أنني دخلت عالماً مختلفاً، فالفندق يجسد حلم كل عشاق الفن حيث يتميز بوجود قطع فنية تزين كل جدار وزاوية ورواق، مع ثريا مصممة حسب الطلب “بين السماء والأرض” مرتفعة عبر السلم الحلزوني إلى مطعم نار والتي كانت فريدة بشكل لا ينسى.
عندما صعدت إلى جناحي (نعم جناحي، لأن فندق سانت ريجيس جزيرة مرسى العربية لا يتضمن إلا الأجنحة)، استقرينا في المكان قبل البدء في برنامج الصحة الخاص بنا.
اليوم 1:
بدأ يومي الأول في كلينيك لابريري الدوحة بتقييم مؤشر طول العمر والحصول على استشارة غذائية مع ياسمين مروش، أخصائية تغذية مقيمة في كلينيك لابريري الدوحة. تضمنت الاستشارة فحص بشرة وفحص صحي شامل أما الأكثر تميزاً فكان الاختبار الاجتماعي واختبار السعادة والذي وجدته مثيراً للاهتمام بشكل كبير.
ثم انتقلت إلى غرفة ملح الهمالايا للخضوع لجلسة تنفس خاصة جعلتني في حالة تأمل حيث بدأت رئتي تتنفس بعمق ونظافة. كانت فوائد غرفة الهمالايا من تخفيف التوتر والاسترخاء هي ما أحتاجه تماماً.
بعد الاستمتاع بوجبة الغداء في مطعم بابل، تابعت المجموعة الثانية من برنامج العلاجات المقررة لهذا اليوم. كنت متحمسة جداً لجلسة تحفيز الأمواج العصبية، وهو علاج صوتي ذبذبي يهدئ الدماغ ويوفر حالة استرخاء عميقة لم أعتقد أبداً أن بإمكاني الوصول إليها.
وعند استيقاظي من نوم عميق ومريح، انتقلت إلى العلاج الأخير المقرر لليوم، وهو تقشير الجسم الخلوي والذي يوفر الإنعاش الذي أحتاجه لإنهاء يومي.
اليوم 2:
عند استيقاظي وأنا بكامل النشاط والحيوية، بدأت يومي الثاني بما أحب أن أسميه رحلة الرفاهية الصحية إلى الدوحة في كلينيك لابريري. بدأت يومي بوجبة فطور في مطعم نار في فندق سانت ريجيس جزيرة مرسى العربية ولا بد أن أعترف أنني أعتبر وجبة الإفطار جزءاً أساسياً من تجربة الفندق، فالإفطار في مطعم نار تجاوز كل توقعاتي وأضفى لمسة إيجابية على باقي اليوم.
توجهت بعد وجبة الفطور إلى جهاز “Senaptec and Fit3D” الذي يقوم بفحص الدماغ والجسد لقياس أنواع مختلفة من الدهون والعمر الأيضي وردود الأفعال الحسية، وكانت النتيجة أن جسدي في وضع جيد وأشار لي المدرب بأن “أواصل ما أقوم به”.
بعد التقييم حضرت درس يوغا في الهواء الطلق في فترة بعد الظهر. وباعتباري أمارس البيلاتيس فوجئت بما شعرت به من حيوية ونشاط بعد جلسة الفينياسا فلو في المرسى.
عند عودتي إلى المنتجع جربت علاجي المفضل وهو العلاج بالتبريد حيث يتم تعريض الجسم لدرجات حرارة أقل من الصفر (وهنا تقف بشكل مستقيم في حجرة درجة حرارتها -110) لمدة ثلاث دقائق، ويفيد ذلك بارتخاء العضلات وتعزيز الكولاجين واستعادة مؤشر كتلة الجسم وتخفيف التوتر والتنشيط الفوري وهذا ما كنت أحتاجه تماماً. قضيت دقيقة ونصف من أصل ثلاث دقائق، فلطالما كان البرد نقطة ضعفي لكنني كنت عازمة على أداء الدقائق الثلاث كاملة لذا حجزت لجلسة ثانية في صباح اليوم التالي.
ثم استمتعت بوجبة غداء خفيفة قبل العودة إلى كلينيك لابريري للخضوع لجلستي العلاج الأخيرتين لليوم. الجلسة الأولى كانت “أبهيانا شيودهارا” وهي جلسة مساج الايورفيدا التقليدية لكامل الجسم يتبعها علاج شيرودهارا حيث يتم وضع زيت طبيعي على الجبهة وفروة الرأس وصولاً إلى الشعر. كان العلاج مريحاً جداً لدرجة أنني استغرقت في غفوة عميقة لمدة 30 دقيقة.
ثم خضعت بعد ذلك لعلاج دافئ بالأشعة تحت الحمراء البعيدة والتي ساعدت في تخليص جسمي من السموم. كان الأمر مثل الجلوس في الساونا لكن في حجيرة ورأسي في الخارج. أمضيت حوالي 45 دقيقة في هذا الوضع الدافئ والمريح.
أنهيت يومي الثاني في حجرة الاسترخاء أشرب الشاي الساخن وأنعم بالهدوء قبل الخلود للنوم.
اليوم 3:
كان اليوم الثالث هو اليوم الأخير لي في كلينيك لابريري الدوحة. بدأته بحزم أمتعتي الخفيفة وتوجهت إلى اختبار التغذية “نوتري سمارت” مع أخصائية التغذية اللطيفة ياسمينا.
اختبار التغذية “نوتري سمارت” هو تقييم لحساسية الجسم تجاه الأطعمة حيث يتم أخذ نقطة دم من طرف الأصبع وخلال ساعة يحدد ما يمكن للجسم هضمه من الأطعمة المتناولة. اكتشفت أني لدي حساسية تجاه معظم الأطعمة التي أتناولها، لكن ياسمينا ساعدت بتعليمي كيف أتحكم بما أتناوله وأضبط وجباتي لأتمتع وأحافظ على صحة جيدة من خلال وجبة إفطار مذهلة وذكية في مطعم نار ساعدت بتمهيد الطريق.
قبل التوجه إلى المطار، جربت العلاج بالتبريد للمرة الثانية ونجحت في إتمام الدقائق الثلاث كاملة في حجرة العلاج بالتبريد بدرجة -110. شعرت بالفخر بنفسي لأنني لم أتهرب من خوض التحدي مهما كان بسيطاً.
بالمجمل، حظيت برحلة مذهلة. فكل شخص في كلينيك لابريري فعل أكثر من المطلوب ليجعل من تجربتي تجربة لا تنسى. أما الإقامة في فندق سانت ريجيس جزيرة مرسى العربية كانت بمنتهى الفخامة والراحة والطعام كان استثنائياً. تعلمت الكثير عن صحتي وحالتي الجسدية بما في ذلك ما كان يسير بشكل جيد وما يحتاج إلى تحسين.
شعرت بعد خروجي من كلينيك لابريري أنني مزودة بمعلومات وأدوات قيمة ستساعدني في مواصلة رحلتي الصحية الشخصية. والأهم من ذلك أني شعرت بأني الشخص الأكثر نشاطاً على الأرض.