مع التقدم في السن تصبح المنطقة المحيطة بالعينين أكثر عرضةً من غيرها لظهور التجاعيد بشكل كبير، باعتبارها البشرة الأكثر حساسية في جسمنا، فهي أكثر عرضة لظهور علامات الشيخوخة السريعة. يصبح الجلد رقيقاً ومتصبغاً، وتبدأ التجاويف في التكون، وتصبح التجاعيد مرئية، وتحفر الخطوط بشكل أعمق. مع كل هذه التغييرات، فلا عجب أنك ستبحثين عن المنتجات والعلاجات لمعرفة أي منها يمكن أن يحسن مظهر تلك المنطقة.
هناك مكون واحد يمكن أن يساعد في تجنب معظم تلك المشكلات الشائعة، وهو الريتينول بالطبع. في حين أن فيتامين A يمكن أن يكون فعالاً للعديد من مشاكل الجلد الشائعة بما في ذلك مشاكل منطقة العين، إلا أنه يستغرق وقتاً حتى تعتاد عليه بشرتك، خاصة إذا كانت حساسة.
كيف يفيد الريتينول منطقة العين؟
غالبًا ما يستخدم الريتينول كمصطلح شامل في العناية بالبشرة، ولكنه يشير في الواقع إلى فئة من المركبات تسمى الرتينويدات، والتي تتوفر بنقاط قوة مختلفة، بدءاً من الإصدارات التي لا تستلزم وصفة طبية وحتى تلك التي تستلزم وصفة طبية. إن الرتينوئيدات هي فئة من الجزيئات المشتقة من فيتامين أ، وتشمل البرو ريتينول، والريتينالدهيد، والريتينول، والتريتينوين، من الأضعف في القوة إلى الأقوى. هذه الجزيئات مفيدة للاستخدام على الوجه وحول العين لأنها تكافح الخطوط الدقيقة والتجاعيد من خلال دعم إنتاج الكولاجين.
الريتينول هو المكون القياسي الذهبي لمكافحة الشيخوخة. ولكنه يعرف بآثاره القاسية جداً بحيث لا يمكن استخدامها حول منطقة العين الحساسة. ومع ذلك، عندما يتم صياغته بشكل صحيح، فإن الريتينول هو أحد أفضل المكونات المتوفرة لتنعيم الخطوط الدقيقة والتجاعيد، وزيادة الرطوبة والمرونة، وشد ورفع منطقة العين.
المكون فعال لأنه يعمل في كل البشرة، في الطبقة الخارجية للجلد، وكذلك في الأدمة، الطبقة الداخلية. حيث يزيد من سمك كلتا الطبقتين عن طريق زيادة معدل دوران الخلايا وتحفيز إنتاج الكولاجين الطبيعي. يساعد الريتينول أيضاً في الحفاظ على الكولاجين الموجود عن طريق تدمير البروتينات المعدنية المصفوفة، وهي الإنزيمات التي تحطم الكولاجين، لتكشف عن بشرة ناعمة وثابتة وصحية.
كيفية التغلب على آثار الريتينول القوية:
لاستخدام أي منتج من منتجات الريتينول بنجاح، عليك أن تمنحي بشرتك فرصة لتتأقلم مع المكون، الأمر الذي قد يكون رحلة صعبة للعديد من المستخدمين في البداية. بالنسبة للمبتدئين، عادة ما يسبب الريتينول ردود فعل مثل الاحمرار والتهيج وتقشير الجلد والحساسية الشديدة. إنه مزعج بما فيه الكفاية على الأجزاء الأكثر صلابة نسبياً من الوجه، ويمكن أن يكون أكثر إزعاجاً بشكل خاص حول منطقة العين الحساسة. فمن المرجح أن يمتص الجلد الرقيق في منطقة العين الريتينول تماماً لأن حاجز الجلد أضعف، ونتيجة لذلك، يكون احتمال التهيج أعلى.
هناك عاملان سينجحان أو يفشلان لعبة الريتينول الخاصة بك وهما، تركيبة كريم الريتينول للعين، وكيفية إدخاله في روتينك. حيث تم تصنيع كريمات العين مع اختراق أفضل للعناصر النشطة التي تساعد على تعزيز إنتاج الكولاجين، وتقليل الهالات السوداء والتصبغ مع الحفاظ على الترطيب، وتكون أخف في الاتساق بشكل عام. ويوصى باختبار المنتج الجديد على منطقة صغيرة قبل تطبيقه حول العينين.
من المهم اختيار ريتينويد ذو قوة مناسبة، وإلا فمن المرجح أن يترك آثاراً ضارة مثل الحرق واللسع وحتى الطفح الجلدي. ولذا يفضل استخدام المنتج الذي يحتوي على مكونات عازلة التي تعمل على تهدئة البشرة وترطيبها. فذلك سيساعد في تخفيف الآثار اللاحقة للريتينول.
كيفية إدخال كريم العين الريتينول في روتينك:
إن تطبيق الريتينول بطريقة بطيئة ومستدامة هو الطريق إلى النجاح على المدى الطويل. ونظراً لاختلاف تركيز الريتينول في التركيبات، ينصح بالبدء بتركيز منخفض وبكمية صغيرة بحجم حبة صغيرة من الأرز، مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، يليها مرطب، ثم الزيادة تدريجياً إلى استخدام أكثر تكراراً. وفي حالة حدوث تهيج، قللي كمية الريتينول وخففيها باستخدام مرطب أساسي قبل وبعد وضع كريم العين.
يطبق المنتج على الجلد ولا يجب فركه، حيث يمكن للفرك أن يسرع في تكوين الخطوط الدقيقة والتجاعيد حول منطقة العين، إذا لم تكوني لطيفة أثناء تطبيق منتجات العناية بالبشرة. كما ينصح بعدم الاقتراب كثيراً من خط الرموش أو مباشرة تحت خط الماء خوفاً من التهيج.
بالنسبة لأولئك الذين لديهم بشرة حساسة للغاية، من الأفضل تجنب الرتينوئيدات القاسية التي يمكن أن تسبب تهيج الجلد. ومن المرجح أن يحصل المرضى على نتائج أفضل باستخدام هذا المكون بشكل منتظم قدر الإمكان، لذا فإن اللجوء إلى الريتينول اللطيف قد يكون أفضل على المدى الطويل من استخدام منتج أقوى بشكل دوري فقط.
تجنبي الريتينول إذا كنت حاملاً أو مرضعة أو تخططين للحمل.
أخيراً، يعد تطبيق واقي الشمس بعامل حماية عالٍ كل يوم أمراً ضرورياً، حيث يزيد الريتينول من الحساسية للأشعة فوق البنفسجية.
يوصى أيضاً بارتداء النظارات الشمسية لأنها يمكن أن تمنع أشعة الشمس المباشرة من إتلاف الجلد، كما تقلل أيضاً من الحاجة إلى التحديق في الشمس الذي يمكن أن يسبب التآكل حول منطقة العين، مما يؤدي إلى ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد المبكرة.