مع استمرار الحرب على أوكرانيا، تزداد أهمية دور النساء في حماية الأجواء الأوكرانية من الطائرات المسيرة الروسية. بينما يتواجد الرجال على جبهات القتال، تتولى النساء في الوحدات المتنقلة مسؤولية مراقبة السماء والرد على التهديدات الجوية.
أنجلينا، البالغة من العمر 27 عاماً، هي إحدى النساء البارزات في وحدة الدفاع الجوي المتنقلة بأوكرانيا. بعد أقل من شهرين من انضمامها إلى الوحدة، أصبحت متقنة لإجراءاتها: ترتدي معدات القتال، وتثبت المدفع المضاد للطائرات في مكانه، وتقود شاحنة صغيرة بينما تغني أغنية أوكرانية. عندما يصرخ جرس الإنذار الجوي في الليل، تسرع هي وزميلاتها إلى مواقعهن لمواجهة الطائرات المسيرة الروسية.
في إحدى ليالي أغسطس، تحت شجرة قرب ضاحية بوشا في كييف، قامت أنجلينا وفريقها المكون من خمس نساء بتركيب المدفع المضاد للطائرات وفحصه استعدادًا لأي تهديد. بعد فترة وجيزة، تمكّن فريق قريب من إسقاط طائرة مسيرة روسية من طراز “شاهد”، مما ساعد في الحفاظ على أمان الحياة اليومية في أوكرانيا.
تصف أنجلينا شعورها بعد إسقاط الطائرة: “إنه شعور بالفرح وتدفق الأدرينالين.” النساء في الوحدة يواصلن عملهن بكفاءة رغم التحديات الصعبة التي يواجهنها.
تسجل النساء تواجداً متزايداً في الوحدات المتنقلة المضادة للطائرات، حيث يلعبن دوراً حيوياً في التصدي للطائرات المسيرة التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية للطاقة. مع إرسال المزيد من الرجال إلى الجبهة الشرقية، أصبحت النساء جزءاً أساسياً من الدفاع الجوي في أوكرانيا.
على الرغم من أن النساء يشكلن نسبة صغيرة فقط من القوات المسلحة في أوكرانيا، فإن دورهن أصبح أساسياً. وفقاً للعقيد أندري فيلارتي، قائد الدفاع الإقليمي في بوشا، تم تجنيد حوالي 70 امرأة حديثاً في وحدة الدفاع المضاد للطائرات في بوشا. النساء في هذه الوحدة يأتون من خلفيات متنوعة، من ربات البيوت إلى الأطباء، ويطلقن على أنفسهن اسم “ساحرات بوشا” في إشارة إلى دورهن في حماية السماء الليلية.
بعض النساء مثل أنجلينا وأولينا، قررن الانضمام بعد مشاهدتهن للمجازر التي ارتكبها الجيش الروسي في بوشا خلال احتلال استمر شهراً. وجدت أنجلينا لافتة تدعو للتطوع أثناء قيادتها في يونيو، فاتصلت فوراً وتم قبولها.
في جلسة تدريب مكثفة في غابة بوشا، خضعت المجندات لاختبارات على سرعة تجميع وتفكيك الأسلحة، شملت التدريبات تعلم استخدام الأسلحة والتكتيكات وكشف المتسللين الروس. تؤكد ليديا، الأم لأربعة أطفال التي انضمت قبل شهر، أن التدريب الذي تتلقاه هو نفسه الذي يتلقاه الرجال.
تعمل النساء في وحدات النيران المتنقلة كل يومين أو ثلاثة أيام، حيث تدربهن قائدة وحدتهن، المعروفة بلقب “كاليبسو”، على مهارات إطلاق النار، الهجوم، والطب القتالي. تقول كاليبسو: “منذ اللحظة التي نبدأ فيها الخدمة، نوقع عقداً ونصبح جنوداً.”
وتضيف كاليبسو: “لا فرق بين الرجال والنساء في هذه المهمة. نحن هنا للقيام بعملنا، وليس للطهي أو أي شيء آخر.”
بعد إسقاط الطائرات المسيرة، يعود أعضاء الوحدة إلى حياتهم اليومية، حيث تواصل أنجلينا وأولينا العمل في مستشفى حيث تعملان كأطباء. تقضي أنجلينا وأولينا وقتاً في التنقل بين مواقع العمل ومواقع الدفاع، دون القدرة على الهروب من واقع الحرب.
تؤكد أنجلينا أن هدف عملها هو حماية سلامة أسرتها وأحبائها. تقول: “أسعى لضمان أن تنام والدتي بسلام، وأن يذهب إخوتي وأخواتي إلى المدرسة بأمان، وأن ينمو أبناء أخوتي في بيئة أكثر أماناً.”
المصادر الإضافية • أب