بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع اتخذ “موقفا حازما” من الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء جنوب سوريا، “ولم يقدم أي تنازلات”، مشيرًا إلى أن سوريا “سيطرت على الوضع في المنطقة عبر 2500 جندي”.
وشدد أردوغان على أن “إسرائيل تواصل استفزازاتها ولا تريد الاستقرار في المنطقة وتعتقد أنه ليس من مصلحتها أن تكون سوريا موحدة”، مضيفًا: “يجب أن نوضح للعالم بأسره أن إسرائيل تعمل على عرقلة مشروع الاستقرار في سوريا وتسعى باستمرار إلى إشعال المنطقة كلها”.
الشرع إتخذ خطوة إيجابية
وقال الرئيس التركي أنه “تمت السيطرة على الأوضاع في الجنوب. لقد تعلم الشعب السوري بكل أطيافه، من معاناته في الماضي، ويرفض تماماً الانجرار وراء هذه المكائد”. وأضاف: “لقد توصلوا إلى اتفاق بين الدروز والجماعات الأخرى هناك. واتخذ الرئيس السوري، برأيي، خطوة إيجابية للغاية”.
وأشار أردوغان إلى أنه ناقش هذا الموقف هاتفياً مع الشرع، وتابع: “اطلعنا منه على مطالبه منّا، وأكدنا له أننا سنقدم له كل الدعم”.
وأوضح أن “وزير الخارجية هاكان فيدان على تواصل دائم مع المبعوث الأميركي الخاص توماس باراك ووزير الخارجية ماركو روبيو، فيما يلتقي رئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن ووزير الدفاع يشار غولر بنظيريهما.
وحول انتشار القوات السورية في السويداء، كشف أردوغان أنه “سُمح لقوة قوامها 2500 جندي مُجهّزة بأسلحة خفيفة بالتوجه إلى السويداء”، مشيرًا إلى أن الاجتماعات في العاصمة الأردنية عمّان مستمرة منذ يومين، وأن “زعماء العشائر والأردنيين والممثل الأميركي الخاص على تواصل معنا”.
وقال إن السويداء “محاطة حالياً. هناك مشكلة في السماح للقوات بالدخول. حالياً، هناك توافق تام بين اثنين من الفصائل الدرزية الثلاثة، بينما يعمل الجناح الثالث مع الجانب الإسرائيلي”. وأردف: “هؤلاء لا يتوقفون عن إثارة الفوضى. ولهذا السبب، تستمر الاشتباكات من حين لآخر. لا تستطيع الشرطة ولا الجيش دخول المدينة، فهم يتمركزون في المحيط لكنهم تمكنوا على الأقل من منع دخول عناصر من الخارج إليها”.
وأكد أن “جميع الأطراف المشاركة في اجتماعات عمّان وافقت طوعاً على الالتزام بوقف إطلاق النار، باستثناء ذلك الجناح الدرزي الذي يعمل مع إسرائيل”، متابعًا: “مع أن جميع الأطراف التي لا يمكن أن تجتمع على رأي واحد، اجتمعت بشأن سوريا، ومن الضروري أن نشرح للعالم جيداً كيف أن إسرائيل تُفسد مشروع الاستقرار هذا”.
وفي رسالة دعم مباشرة، قال أردوغان: “لن نترك الرئيس أحمد الشرع وحيداً في سوريا. لا نريد لسوريا أن تُجزأ، ونرى في تعافيها تطوراً إيجابياً لبلدنا، وهذا سيؤثر إيجاباً على علاقاتنا معها”.
عودة السوريين
وفي ما يخص العودة الطوعية للاجئين السوريين، أكد أردوغان أنه “سنقدم كل أنواع الدعم لتسريع العودة الطوعية للسوريين، وبذلك سنساهم في تعافي سوريا سريعاً وتأمين حدودنا الجنوبية”. وأضاف: “نشهد بداية العودة الطوعية للسوريين إلى بلدهم. كان لديهم شعور باليأس من عدم العودة. والآن بدأوا بالعودة طوعاً”.
وحول هدف “تركيا خالية من الإرهاب”، قال أردوغان: “نحن في حالة تأهب قصوى ضد جميع الاستفزازات والهياكل التي من شأنها أن تعيق هدفنا المتمثل في تركيا خالية من الإرهاب”، مؤكداً أن الأحداث التي تشهدها المنطقة “تؤكد صواب الهدف”.
وتابع: “زعيم “بي كي كي” (عبدالله أوجلان) يدعم هدف تركيا خالية من الإرهاب، وهذا أمر بالغ الأهمية”.
وكان تنظيم “بي كي كي” قد أعلن في أيار/مايو الماضي حل نفسه وإلقاء السلاح استجابة لدعوة مؤسسه عبد الله أوجلان، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد في تركيا، بعدما دعا في شباط/فبراير إلى إنهاء أنشطة التنظيم التي استمرت لأكثر من 40 سنة.
وفي 11 تموز/يوليو، أقدمت مجموعة من “بي كي كي” على تدمير أسلحتها في مدينة السليمانية العراقية.
استمرار وقف إطلاق النار في السويداء
وأخلت السلطات السورية صباح اليوم الاثنين 21 تموز/يوليو عائلات بدوية من مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، في اليوم الثاني من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ما أتاح انتشاراً جزئياً لقوات الأمن الداخلي في بعض مناطق المحافظة دون التمركز داخل المدن الكبرى..
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتسجيل خروقات متفرقة للهدنة، تمثلت في قصف بقذائف وهجمات بطائرات مسيّرة نفذها مسلحو العشائر على محاور شمال المدينة. كما أشار تقرير أممي إلى تدهور حاد في الوضع الإنساني، مع خروج المستشفيات عن الخدمة وتراكم الجثث في الشوارع، وانقطاع الكهرباء والمياه ونقص حاد في الغذاء.