تشهد غزة أزمة إنسانية متفاقمة مع نقص حاد في الغذاء والمساعدات، مما زاد من معاناة السكان، خاصة النازحين. في مدينة دير البلح وسط القطاع، احتشد مئات الأشخاص أمام أحد المخابز يوم الجمعة، بعد أن أغلقت معظم المخابز أبوابها على مدى خمسة أيام نتيجة نقص الطحين وغياب الإمدادات.
قال مجدي ياغي، نازح يبلغ من العمر 61 عامًا من مدينة غزة، في تصريح لـ”أسوشيتد برس”: “هذا اليوم الثالث لي أمام مخبز زادنا وما زلت غير قادر على الحصول على الخبز. لدي أطفال بحاجة إلى الطعام، وأحاول تأمينه بصعوبة. ماذا عن الذين لا يستطيعون؟”.
شهدت أسعار الخبز ارتفاعًا كبيرًا، حيث قفز سعر كيس يحتوي على 20 رغيفًا فقط إلى 16 دولارًا، مقارنة بـ80 سنتًا كانت تكفي لشراء 50 رغيفًا الشهر الماضي. كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأخرى، حيث بلغ سعر كيس صغير من السكر نحو 14 دولارًا، في حين وصل سعر كيس المعكرونة إلى 4 دولارات.
وفي خان يونس جنوب القطاع، تعتمد العديد من العائلات النازحة على المطابخ الخيرية لتأمين وجبة يومية.وتصطف النساء أمام مطبخ “الدلو” الخيري، للحصول على البرغل، الطعام الوحيد الذي يوفره المطبخ.
وأوضح أنس الدلو، أحد العاملين في المطبخ: “نطهو يوميًا 10 قدور من الأرز أو الفاصوليا أو البرغل، لكن العدد الهائل من النازحين يجعل من المستحيل توفير الطعام للجميع بسبب نقص المساعدات وارتفاع الأسعار في الأسواق”.
وصف نور كنعاني، أحد النازحين في خان يونس، الوضع بأنه مأساوي قائلاً: “ما يتم توزيعه هنا نقطة في بحر. لا مساعدات كافية، لا طحين، ولا طعام. إنها أزمة حقيقية بكل معنى الكلمة”.
يُذكر أن الأمم المتحدة قد حذرت من خطر قطع إمدادات الغذاء والوقود والدواء عن قطاع غزة بشكل كامل بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض ونهب المساعدات من قبل عصابات مدعومة، حيث أشار منسقو المنظمة للشؤون الإنسانية إلى أن هذا الوضع يهدد حياة ما لا يقل عن مليوني فلسطيني.
المصادر الإضافية • أب