انتقد ناشطون ووسائل إعلام محلية ما يتم الترويج له من أن سوريا بقيادة زعيم الحشاشين “بشار الأسد” باتت آمنة ولا خوف على من يعود إليها، معتبرين أن ذلك كله كذب ومخالف للحقيقة ولاسيما بعد اعتقال استخبارات أسد مدير الدفاع المدني بالعاصمة بيروت على الرغم من أنه أحد الموالين لنظام الإجرام، قبل أن تطلق سراحه لاحقاً بوساطات كبيرة.
وبحسب بيان الدفاع المدني اللبناني فإنه خلال إجازة رسمية أمس، شارك رئيس المركز في بيروت (وليد الحشاش) في نشاط رياضي عابر للحدود، مضيفاً أنه لحظة وصوله الحدود السورية استبقي (اعتقل) ثم ترك، في حين أبلغ وزير الداخلية والبلديات “بسام مولوي” بالأمر.
وذكر ناشطون أن “الحشاش” كان برحلة على دراجات نارية مع بعض متطوعي الدفاع المدني، حيث بدأ من بيروت مروراً بسوريا والأردن وصولاً لمصر إلا أنه تم اعتقاله من قبل استخبارات أسد واقتيد إلى فرع فلسطين، مطالبين بتدخل المسؤولين اللبنانيين لإطلاق سراحه وخاصة أنه كان من داعمي ميليشيا أسد أثناء الزلزال الأخير الذي ضرب شمال غرب البلاد.
من جهته أكد مدير الدفاع المدني “الحشاش” أن سبب اعتقاله يعود إلى إخبارية قديمة من شخص وصفه بأنه يحمل غايات شخصية، لافتاً في لقاء له مع صحيفة النهار إلى أنه أوقف عند حاجز سوري حدودي مع لبنان، وتم نقله إلى نظارة وليس لـ”فرع فلسطين” كما جرى التداول.
وتابع أن شخصاً أرسل منذ نحو عشر سنوات أخباراً كاذبة عن صلته بأعمال حزبية مسلحة تتعلق بأحداث 7 أيار، الأمر الذي لا يمت إلى الحقيقة بصلة وفق قوله، موضحا أنه بات ليلة واحدة في الحجز قبل أن يفرج عنه لاحقاً كما أنه كان يعتزم الذهاب في رحلة برية من لبنان إلى مصر عبر سوريا والأردن حين ألقي القبض عليه.
وكشف رئيس الدفاع المدني ببيروت أنه جرت اتصالات أمنية بين البلدين لتقصي مصيره والإفراج عنه، قائلاً “لوهلة اعتقدت أنني سأختفي وقضي الأمر.. لكن الحمدالله” (في إشارة إلى أن من يدخل سجون أسد لا يخرج منها أبداً).
وقبل إطلاق سراح الحشاش ناشد النائب اللبناني ووزير العدل الأسبق “أشرف ريفي” رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الداخلية القاضي بسام مولوي للتدخل وحماية رئيس مركز بيروت في الدفاع المدني الذي تم اعتقاله ونقله الى فرع فلسطين، معتبراً أن ما حدث كان في الوقت الذي تطالب فيه السلطات بعودة العلاقات مع سوريا لا وبل تتغنى بالتطبيع مع نظام أسد.
في حين اعتبر معلقون أن هذه هي سوريا الامنة التي تريد أجهزة الامن والجيش إعادة اللاجئين السوريين إليها بحجة أن الحرب انتهت ولا خوف عليهم من الاسد وميليشياته، مؤكدين في الوقت نفسه أن استخبارات أسد أقدمت على إخلاء سبيل رئيس مركز بيروت في الدفاع المدني بعد وساطة من رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان الموالي لهم.