كشف دراسة حديثة عن تصوّرات وخيارات اللاجئين السوريين في تركيا، ومخاوفهم وقلقهم عقب كارثة الزلزال في شباط/ فبراير الماضي، وقُبيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية الحالية.
وأشارت الدراسة الصادرة عن مركز “الحوار السوري” بعنوان “ارتدادات الزلزال والانتخابات التركية على قرارات السوريين في تركيا” إلى حالة الإرباك لدى السوريين التي زادت مع تصاعد خطاب العنصرية بحقهم، ووضعهم ورقة ضمن بازار التنافس بين الأحزاب السياسية التركية، إضافة إلى تداعيات كارثة الزلزال.
كما زادت التجاذبات بين الأحزاب السياسية التركية بخصوص اللعب على ورقة ترحيل السوريين من حالة التخوف وعدم الاستقرار لديهم، خصوصاً في ظل تزايد الدعوات للتطبيع مع نظام أسد وإعادتهم إلى سوريا من قبل غالبية الأحزاب.
واستهدفت الدراسة 3 مناطق تركية، هي الولايات التي أصابها الزلزال بشدة، ومناطق الزلزال الأقل تأثراً، والمناطق التي لم تتعرض للزلزال.
الهجرة إلى بلد آخر
وكان من أبرز النتائج التي خُلصت إليها الدراسة، تعبير عينة الدراسة عن تخوفاتهم المختلفة بالحديث عن مشاعرهم تجاه الانتخابات التركية، كالقلق على مصيرهم، وتوقعهم لأعمال شغب والاعتداء عليهم.
كما توقعت عينة الدراسة إجراءات سلبية في حال فوز المعارضة في الانتخابات التركية المقبلة، مثل إصدار قرارات وقوانين للتضييق على السوريين، والتطبيع مع نظام أسد، وإعادتهم قسرياً إلى سوريا، وأعمال عنف تجاه السوريين.
وفكّر عدد كبير من الأشخاص الذين استهدفتهم الدراسة بمغادرة تركيا، إذ فكّر 30.5 في المئة منهم بالهجرة إلى أوروبا، و30.8 في المئة بالهجرة إلى دول أخرى، فيما كان التفكير بالعودة إلى سوريا بالمرتبة الأخيرة بنسبة 4.8 في المئة.
وعقب الزلزال المدمّر الذي راح ضحيته أكثر من 55 ألف شخص، تصاعدَ شعور السوريين بخطاب الكراهية والعنصرية والإقصاء بحقهم، وأقرّت عينة الدراسة بأنه تم طرد السوريين من بيوتهم في مناطق الزلزال بنسب كبيرة، مترافقة مع ارتفاع كبير جداً في إيجار المنازل للسوريين.
وأشاروا إلى أنه ثمّة ازدياداً في دعوات ترحيل السوريين، ترافقاً مع تعرّض البعض للعنف كالضرب والتعدي أو محاولة التعدي، وبقيت سلوكيات العنصرية والتذمر هي الأكثر بروزاً وحضوراً في المشهد الاجتماعي التركي.
مصير غامض
وكانت صحيفة الغارديان البريطانية حذّرت من أن ملايين اللاجئين السوريين في تركيا يواجهون مصيراً غامضاً بسبب التجاذب السياسي الذي تعيشه البلاد على وقع الانتخابات الرئاسية، سواءٌ بقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أم رحل.
وقالت الصحيفة في تقرير أمس إن ما يقدّر بنحو 4 ملايين سوري في تركيا تعمّقت علاقتهم بهذا البلد على مدى العقد الماضي رغم المناخ العدائي المتزايد.
وأضافت أنه بأحد استطلاعات الرأي، قال 80 في المئة على الأقل من الأتراك إنهم يريدون عودة السوريين، وقد وجد هذا الشعور موطناً متزايداً عبر الطيف السياسي في تركيا.