نشرت في
يتزايد عدد الشباب البولنديين الذين يحلمون بالحصول على شهادة جامعية من الخارج. ويكشف تقرير صادر عن شركة EduCat الناشئة أن أكثر من نصف طلاب المدارس الثانوية (57.7%) يخططون أو يفكرون في متابعة دراستهم خارج بولندا.
وغالبًا ما يختار هؤلاء الطلاب المملكة المتحدة وأيرلندا (39.8%)، وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا (37%)، إضافة إلى الولايات المتحدة (26.3%)، والدول الإسكندنافية (22.5%) وهولندا (20%) كوجهات دراسية مفضلة.
يؤكد آدم دزيدزيتش، المستشار التعليمي وخبير شركة EduCat، أن الدراسة في الخارج لم تعد حلمًا لفئة محدودة، بل أصبحت بالنسبة للشباب خطوة منطقية واستثمارًا في التطور واللغة والاستقلالية، موضحًا أن الطلاب البولنديين يتمتعون بطموح عالٍ وكفاءة لغوية ورقمية لافتة.
وتُظهر بيانات التقرير هذا الاتجاه بوضوح، فبعد أن كانت محدودية المهارات اللغوية تشكّل في السابق عائقًا أمام الدراسة في الخارج، بات نحو 80% من الطلاب اليوم يمتلكون معرفة جيدة جدًا باللغة الإنجليزية. أما في ما يتعلق بالحصول على المعلومات حول الدراسة في الخارج، فيبحث معظم الشباب عنها بأنفسهم (77%)، خصوصًا عبر الإنترنت، بينما يتمكن 38.5% فقط من إيجادها في المدرسة.
لماذا يرغب البولنديون في الدراسة بالخارج؟
وتتضح دوافع الشباب من خلال الأرقام: 55% منهم يسعون إلى العيش في مجتمع متعدّد الثقافات، فيما يهدف نصفهم إلى تحسين آفاقهم المهنية، ويستند 39% إلى جودة التعليم العالي في الجامعات الأجنبية.
أما أكثر التخصصات التي تجذب اهتمامهم فهي إدارة الأعمال والاقتصاد (38.9%)، والفنون والتصميم (30.5%)، وعلم النفس (27.7%)، والقانون والعلاقات الدولية (27.2%).
تقول فيرونيكا، وهي طالبة في المرحلة الثانوية من كراكوف، كما ورد في التقرير، إنها تميل إلى مجالات الأعمال والاقتصاد والتمويل، وتفكر في متابعة دراستها في أمستردام أو مدريد أو برشلونة أو كوبنهاغن، حيث توجد جامعات تلهمها حقًا.
ولكن، تبقى الصعوبات المالية الهاجس الأكبر، إذ عبّر نحو نصف المشاركين عن قلقهم من تكاليف المعيشة والرسوم الجامعية، فيما جاء الخوف من الانتقال والعيش في بلد آخر في المرتبة الثانية، وفق ما أعلنه 14.8% من المشاركين في الاستطلاع.
يعلّق دزيدزيتش قائلًا: “هذا الجيل لا يعاني من أية عقدة”، مشيرًا إلى أن بعض الشباب يدركون أن المهارات التي يكتسبونها في الجامعات الدولية تفتح أمامهم أبواب العمل في السوق العالمية، وغالبًا ما تنعكس فوائدها داخل بولندا أيضًا.

