أثار نسيان قراءة سورة الفاتحة خلال حضور الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” وكبار المسؤولين في صلاة العيد في أحد المساجد بالقاهرة، جدلاً كبيراً في مصر وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، التي اعتبرت الأمر معيباً برغم وجود الكم الكبير من العلماء وعلى رأسهم شيخ الأزهر الذي واصل صلاته برغم من بطلانها على المذاهب الأربعة.
وذكرت صحيفة القدس العربي أن صلاة العيد كانت في مسجد القوات الجوية بالقاهرة بحضور وزير الأوقاف وعدد من المسؤولين، حيث قام الإمام بعدم قراءة سورة الفاتحة في الركعة الثانية دون أن يصحح له أحد من المصلين وفق ما تم توثيقه من فيديوهات على مواقع التواصل، الأمر الذي أثار جدلاً كبيراً في الشارع المصري.
وبينت الصحيفة أن الكثير من المصريين تساءلوا عن حكم الصلاة دون قراءة الفاتحة من قبل الإمام دون أن ينبهه أحد من المصلين خلفه، في حين تداول ناشطون فتاوى شرعية تؤكد بطلان الصلاة مستدلين بحديث النبي الكريم: “لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب” متفق عليه.
ولفتت الفتاوى إلى أنه استدلالاً بهذا الحكم فمن لم يقرأ الفاتحة فإنه لا صلاة له وعليه إعادتها، كما إن ظاهر الأدلة وعمومها يدل على أنها ركن في حق كل من الإمام والمأموم والمنفرد.
بحضور رئيس المصري عبد الفتاح السيسي وشيخ الأزهر..
إمام مسجد القوات الجوية ينسى قراءة الفاتحة في الركعة الثانية من صلاة عيد الأضحى المبارك pic.twitter.com/zCS4MwzYp3
— M. Sıddık Yıldırım (محمد صديق يلدرم) 🇹🇷 (@SIDDIKYILDIRIMM) June 29, 2023
واعتبر أحد المصلين أن صلاة العيد في مصر هذا العام هي أغرب صلاة رآها منذ خمسين عاماً حيث تحولت من مسألة دينية قلبية إلى مهمة رسمية أمام الكاميرات قام خلالها الإمام بفعل أمر تبطل فيه صلاة الجميع ومع هذا كله فإن كبار المشايخ من خلفه والعلماء لم يصححوا الأمر ويرد عليه خطأه.
وأوردت الصحيفة فتوى منسوبة للدكتور “مصطفى القليوبي” أستاذ الفقه وأصوله وعضو مجمع الشريعة قوله إن جمهور الفقهاء عدا الحنفية، ذهبوا إلى أن قراءة سورة الفاتحة ركن من أركان الصلاة؛ لما ورد في البخاري ومسلم، لكن فقهاء الحنفية رأوا أن قراءة الفاتحة واجب من واجبات الصلاة وليست ركناً وأن الركن هو قراءة آية قصيرة من القرآن.
وتابع القليوبي أنه بناء على ذلك فإن من ترك – بلا قصد- واجباً من واجبات الصلاة فلا تبطل صلاته، ولكن عليه أن يسجد للسهو بعد السلام، أما إن تركها عمداً فإنه يجب عليه إعادة الصلاة فإن لم يعدها كانت صلاته صحيحة مع الإثم، مضيفاً أن ما يثير العجب هو أن الأزهر والأوقاف وكل المؤسسات الدينية تسير على مذهب الشافعية في العبادات، وبِناء على ذلك الصلاة باطلة.