في إنجاز طبي غير مسبوق، نجح فريق طبي مصري بقيادة الدكتورة أسماء جميل، استشاري الكبد والجهاز الهضمي والمناظير بمستشفى الباطنة التخصصي بجامعة المنصورة، في استخراج هاتف محمول من معدة مريض، بعدما ظل في أمعائه لمدة ست سنوات كاملة، متسببًا في آلام مزمنة ومضاعفات صحية خطيرة.
وكان المريض، وهو سجين، قد ابتلع الهاتف منذ ستة أعوام، ولم يتمكن من إخراجه رغم محاولاته المتكررة، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية، حيث عانى من آلام حادة في المعدة، قيء مستمر، وفقدان شديد في الوزن بلغ 30 كيلوغرامًا، نتيجة صعوبة تناول الطعام.
وعند وصوله إلى المستشفى، أجرى الفريق الطبي الفحوصات اللازمة، بما في ذلك الأشعة التي أظهرت وجود الهاتف في المعدة. وبالنظر إلى المخاطر المحتملة للتدخل الجراحي التقليدي، قرر الأطباء اللجوء إلى تقنية المنظار كخيار أخير.
وبفضل دقة التنفيذ والمهارة الطبية، نجح الفريق في استخراج الهاتف دون أي مضاعفات، رغم الالتهابات الشديدة التي سببتها بقاء الجسم الغريب لفترة طويلة داخل المعدة، خاصة وأنه كان ملفوفًا داخل كيس بلاستيكي.
وأكدت جميل، أن العملية تكللت بالنجاح، وغادر المريض المستشفى في حالة مستقرة، مشيرة إلى أن مثل هذه الحالات تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا، لأن وجود أجسام غريبة في الجهاز الهضمي لفترات طويلة قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل انسداد الأمعاء أو حدوث ثقوب في المعدة.
ويعد هذا الإنجاز الطبي مثالًا حيًا على تطور تقنيات المناظير في مصر، وقدرتها على التعامل مع أصعب الحالات دون الحاجة إلى جراحات معقدة.